44

Sharh Kitab al-Tawheed min Sahih al-Bukhari - Al-Ghunayman

شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري - الغنيمان

خپرندوی

مكتبة الدار

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٠٥ هـ

د خپرونکي ځای

المدينة المنورة

ژانرونه

وأعظمه الشرك، فإذا فعلوا ذلك، فحقهم عليه أن يغفر لهم، ولا يعذبهم، وأن يدخلهم الجنة، وقد وعدهم ذلك، ووعده حق لا يخلف.
قوله: " الله ورسوله أعلم" يؤخذ منه حسن الأدب في التعلم، وأنه لا ينبغي لمن سئل عما لا يعلمه أن يتكلف الجواب بدون يقين، ولكن يكل العلم إلى عالمه.
" ذكر يعقوب بن سفيان بإسناده، عن ربيعة قال: قال ابن خلدة: إذا جاءك الرجل يسألك، فلا يكن همك أن تخرجه مما وقع فيه، وليكن همك أن تتخلص مما
سألك عنه" (١) .
قوله: " أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئًا " المراد بالعبادة: فعل الطاعات، واجتناب المعاصي.
والعبادة في اللغة هي: الذل، والخضوع.
قال الأزهري: " معنى العبادة في اللغة: الطاعة مع الخضوع، يقال: طريق معبد، إذا كان مذللًا بكثرة الوطء وبعير معبد إذا كان مطليًا بالقطران" (٢) .
وقال الجوهري: " أصل العبودية: الخضوع والذلة، والتعبيد: التذليل، والعبادة: الطاعة، والتعبد: النسك" (٣) .
وأما العبادة الشرعية فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " العبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة" (٤) .

(١) "تهذيب التهذيب" (٧/٤٤٣) .
(٢) " تهذيب اللغة" (٢/٢٣٤) .
(٣) "الصحاح" (٢/٥٠٣)، هذا متفق عليه كتب اللغة.
(٤) انظر أول فقرة من رسالة العبودية.

1 / 45