Sharh Kitab Al-Iman - Yusuf Al-Ghafis
شرح كتاب الإيمان - يوسف الغفيص
ژانرونه
مرجئة الفقهاء طائفتان
وعلى هذا يمكن القول: إن مرجئة الفقهاء طائفتان:
الطائفة الأولى: وهم متقدموهم كـ حماد بن أبي سليمان مؤسس هذا المذهب، فهذا الإمام لا يجعل الأعمال داخلة في مسمى الإيمان ولا يكفر بتركها.
أما أنه يجعل المؤمنين متساوين في الإيمان فإن هذا لم يثبت عنه، وليس لازمًا لمذهبه.
وهذا المذهب مذهب لجملة من فقهاء الكوفة.
الطائفة الثانية: وهم جملة ممن شرحوا مذهب حماد باعتباره مذهبًا للإمام أبي حنيفة، وقد قرر هؤلاء هذا المعنى؛ لأنهم أخذوا هذه المادة من جمل المرجئة الأخرى.
وعلى هذا فالمتحقق ثبوته عن حماد:
أولًا: أنه لا يجعل العمل داخلًا في مسمى الإيمان.
ثانيًا: أنه لا يكفر بترك العمل الظاهر كالصلاة ونحوها.
ثالثًا: أنه يجعل الإيمان واحدًا باعتبار الأصل، وأما باعتبار التفاضل فإن المؤمنين يتفاضلون في الإيمان، ولم يقل حماد ﵀ ولا أمثاله من كبار فقهاء الكوفة الذين انتحلوا هذا القول: إن إيمان المؤمنين واحد.
بل يمكن أن يقال هنا: إن القول بأن المرجئة يذهبون إلى أن إيمان أبي بكر كإيمان أحد الفساق من المسلمين ليس مذهبًا مصرحًا به في كلام أحدهم ولكنه لازم قولهم.
2 / 4