128

Sharh Kitab al-Fitan min Sahih al-Bukhari - Abdul Karim al-Khudair

شرح كتاب الفتن من صحيح البخاري

خپرندوی

دروس مفرغة من موقع الشيخ الخضير

ژانرونه

د حدیث علوم
ثم بعد ذلك حديث حذيفة: "بينا نحن جلوسٌ عند عمر إذ قال: أيكم يحفظ قول النبي ﷺ في الفتنة؟ " الفتنة، الابتلاء، الامتحان، الاختبار، قال حذيفة في علامات النبوة من الكتاب: قال رسول الله ﷺ هنا قال حذيفة الضمير يعود إلى حذيفة قال، وفي علامات النبوة من الكتاب فيما تقدم قال رسول الله ﷺ فهو مرفوعٌ إلى النبي ﵊، وإن أوقف على حذيفة: «فتنة الرجل في أهله» وتكون بالميل إليهم بحيث يأتي بسبب ذلك بعض ما لا يحل له، يفتتن بأهله، يميل إليهم، يحبهم، وهذه المحبة قد تورث في بعض الأحوال تقديم طاعتهم، وتحقيق رغبتهم فيما لا يرضي الله ﷿، هذه فتنة، «وماله» بحيث يستهويه الطمع في الكسب إلى أن يكتسب المال من غير حله، فيأخذه من غير حله أو يصرفه في غير مصرفه الشرعي، هذه فتنة، فتنة المال، المال ورود وصدور، إيرادات ومصروفات، فتنة المال تكون في إيراده من غير وجوهه الشرعية، وفتنة المصرف في أن يصرف في غير ما أباحه الله ﷿، «وولده» بحيث يحمله فرط محبته لولده على التراخي عن كثيرٍ من أعمال الخير، أو مزاولة بعض ما لا يحل، فالولد مبخلة، مجبنة، قد يبخل بما أوجب الله عليه ملاحظة لولده، قد يطلب منه ولده شيئًا فلا يستطيع الحصول عليه إلا من وجوهٍ غير مشروعة، هذه فتنة، فهذه فتن، فتنة الرجل في أهله، وفي ماله، وفي ولده، فتنته أيضًا في جاره، في سوء الجوار مع جاره، في حسد جاره، المفاخرة مع جاره، هذه الفتن تهون عن الفتن التي تموج كموج البحر، تهون، قال: "هذه تكفرها الصلاة والصدقة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر" الصلاة «الصلوات الخمس إلى الصلوات الخمس، العمرة إلى العمرة، رمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن» شريطة أن تجتنب الكبائر، فالتي تكفرها الصلاة ورمضان، والعمرة، والأمر والنهي هذه الصغائر، وأما الكبائر فلا بد من التوبة منها، ولذا جاء القيد: «ما اجتنبت الكبائر» «ما لم تغشَ كبيرة» ما اجتنبت الكبائر، وما لم تغشَ كبيرة، فهذه الأعمال الصالحة ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ [(١١٤) سورة هود] والمراد بذلك عند أهل

5 / 16