26

Sharh Kitab Al-Fawaid

شرح كتاب الفوائد

ژانرونه

شراهة الطبع وفائدة الحمية يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: (في الطبع شره). فالإنسان بطبعه طماع لا يقنع بالقليل، ولا يسمع كلام الحبيب ﷺ عندما يقول: (ما قل وكفى خير مما كثر وألهى) وقليل تشكره خير من كثير لا تطيقه، وقليل يكفيك خير من كثير يطغيك. أي: أن الوقاية خير من العلاج. وفي الحديث يقول ﷺ: (إياك وما يعتذر منه) يعني: ليس هناك داع إلى فعل عمل أحتاج إلى الاعتذار منه، وقد قال الإمام الشافعي: من واجب الناس أن يتوبوا، ولكن ترك الذنوب أوجب. فحين أذنب يجب علي أن أتوب، ولكن من أفضل العمل ألا أذنب، وفي الحديث: (ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه)، فمن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه. والدهر في تقلبه عجيب، ولكن الأعجب منه غفلة الناس.

4 / 2