آداب حامل القرآن
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون].
فالذي يحفظ القرآن هل ينام؟! سئل الإمام أبو حنيفة: في كم تختم القرآن؟ فتبسم وقال: في الصلاة أم في غير الصلاة؟ قالوا: في الصلاة، قال: في صلاة الليل أم في صلاة النهار؟! قال: [أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون].
ولماذا يفرح؟ أليس قارئ القرآن يعرف ما حل بقوم نوح وقوم لوط وعاد وثمود وغيرهم؟ ويعرف ماذا يحدث للناس في النار ودركات جهنم وما فيها من العذاب؟ قال: [وببكائه إذا الناس يضحكون].
أي: دائمًا تجد على عينيه آثار الدموع من أثر الخشية.
قال: [وبصمته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يختالون، وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيًا محزونًا حكيمًا حليمًا سكينًا، ولا ينبغي لحامل القرآن أن يكون جافيًا، ولا غافلًا ولا صخابًا ولا صياحًا، ولا حديدًا].
يعني: لا يكون كثير الصياح ولا يكون قاسيًا في المعاملة وإنما يكون لينًا.
13 / 3