شرح کوکب منیر
شرح الكوكب المنير
ایډیټر
محمد الزحيلي ونزيه حماد
خپرندوی
مكتبة العبيكان
د ایډیشن شمېره
الطبعة الثانية ١٤١٨ هـ
د چاپ کال
١٩٩٧ مـ
الرَّابِعَ١ عَشَرَ: التَّبْعِيضُ. قَالَ بِهِ الْكُوفِيُّونَ وَالأَصْمَعِيُّ وَالْفَارِسِيُّ وَابْنُ مَالِكٍ٢ نَحْوُ: ﴿عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ﴾ ٣ أَيْ مِنْهَا.
وَخَرَّجَ بَعْضُهُمْ عَلَى ذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: ﴿وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ﴾ ٤ وَأَنْكَرَهُ ابْنُ جِنِّي٥ وَغَيْرُهُ٦.
وَقَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ٧: "إنَّهَا هُنَا تُفِيدُ فَائِدَةً غَيْرَ التَّبْعِيضِ، وَهُوَ الدَّلالَةُ عَلَى مَمْسُوحٍ٨ بِهِ. قَالَ: وَالأَصْلُ فِيهِ: "امْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ الْمَاءَ". فَتَكُونُ مِنْ بَابِ الْقَلْبِ. وَالأَصْلُ: رُءُوسَكُمْ بِالْمَاءِ"٩.
١ في ش: الثالث.
٢ انظر تسهيل الفوائد ص١٤٥.
٣ الآية ٦ من الإنسان.
٤ الآية ٦ من المائدة.
٥ فقال: "فأما ما يحكيه أصحاب الشافعي ﵀ عنه من أن الباء للتبعيض، فشيء لا يعرفه أصحابنا، ولا ورد به ثَبَتٌ". "سر صناعة الإعراب ١/ ١٣٩".
٦ كابن دريد وابن عرفة وابن برهان وغيرهم. "انظر القواعد والفوئد الأصولية ص١٤٠ وما بعدها".
٧ هو محمد بن عبد الله بن محمد المعافري الأندلسي الا شبيلي، المعروف بأبي بكر بن العربي القاضي، كان إماماُ من أئمة المالكية، أقرب إلى الاجتهاد منه إلى التقليد، محدثًا فقيهًا أصوليًا مفسرًا. أديبًا متكلمًا، أشهر كتبه "أحكام القرآن" و"الإنصاف في مسائل الخلاف" و"المحصول في علم الأصول" و"عارضة الأحوذي شرح سنن الترمذي" وغيرها، توفي سنة ٥٤٣هـ. "انظر ترجمته في وفيات الأعيان ٣/ ٤٢٣، الديباج المذهب ٢/ ٢٥٢، شذرات الذهب ٤/ ١٤١، طبقات المفسرين للداودي ٢/ ١٦٢، الفتح المبين ٢/٢٨".
٨ في ش: الممسوح.
٩ ونص كلام ابن العربي كما جاء في كتابه "أحكام القرآن": "ظن ً بعض الشافعية وحشوية النحوية أن الباء للتبعيض، ولم يبق ذو لسان رطب إلًا وقد أفاض في ذلك، حتى صار الكلام فيها إخلالًا با لمتكلم ولايجوز لمن شدا طرفًا من العربية أن يعتقد في الباء ذلك ... إلى أن يقول: وذلك أن قوله "وامسحوا" يقتضي ممسوحا به، والممسوح الأول هو المكان، والممسوح الثاني هو الآلة التي بين الماسح والممسوح كاليد، والمحصّل للمقصود من المسح وهو المنديل، وهذه ظاهرة لا خفاء به. فإذا ثبت هذا، فلو قال "امسحوا رءوسكم" لأجرًا المسح باليد إمرار من غير شيء على الرأس، لا ماء ولا سواه، فجاء بالباء ليفيد ممسوحًا به وهو الماء، فكأنه قال "فاسمحوا برءوسكم الماء" من باب المقلوب، والعرب تستعمله ... الح". "أحكام القرآن ٢/ ٥٦٩".
1 / 271