«والجمرة» هي قرحة تكون من تلقاء نفسها وعليها خشكريشة في أكثر الأمر سوداء وربما كانت بلون الرماد. ويكون معها في المواضع التي تحيط بها حرارة شديدة حتى يحس من يلمسها منها بحرارة كثيرة فضلا عن أن يحسها صاحب القرحة. والمواضع أيضا التي حول الخشكريشة ليست بصادقة الحمرة كما يكون في الورم الحار الذي يسمى «فلغموني» لكنه يكون مائلا إلى السواد والصلابة أيضا فيه أزيد كثيرا.
وعلى هذه الصفة رأينا نحن الجمر الذي حدث بكثير من الناس بمدينة برغامس ورآه غيرنا في سائر مدن آسيا كلها إلا الخطاء كالذي خبرنا به من رآه. ولهذا منذ كان أربعون سنة لم ير فيها حدوث عام آخر شبيه بذلك من هذا الجمر. وكان ذلك الجمر الذي كان بعقب حال من الهواء جنوبية رطبة مع سكون من الرياح. وهذه هي جملة صفة الحال التي وصفها أبقراط أيضا فإنه قال: «إنه جاءت أمطار جود مع حر الصيف كله».
مخ ۸۰