Sharh Ikhtisar Uloom al-Hadith - Abdul Karim al-Khudair
شرح اختصار علوم الحديث
خپرندوی
دروس مفرغة من موقع الشيخ الخضير
ژانرونه
د حدیث علوم
قال ابن الصلاح: "وأما مراسيل الصحابة كابن عباس وأمثاله ففي حكم الموصول؛ لأنهم إنما يروون عن الصحابة وكلهم عدول، فجهالتهم لا تضر"، مراسيل الصحابة، الصحابي يرسل إما لصغر سنه أو لتأخر إسلامه، أو لغيبته عن شهود الحادثة، حديث بدء الوحي ترويه عائشة قبل أن تولد بدء الوحي، لكن يغلب على الظن أنها سمعته منه ﵊، لقوله في ذلك: «فغطني» أو «فغتني» غمني، فهي تحكي على لسانه ﵊، ابن عباس أكثر ما قيل فيما سمعه من النبي ﵊ مباشرة الأربعين، حتى قيل أنها أربعة سمعها من النبي ﵊ مباشرة، فيوجد الإرسال عند الصحابة، لكن الصحابة كلهم عدول، ولذا أجمعوا على قبول مراسيلهم، نُقل الإجماع، نقل الإجماع أكثر من واحد، السرخسي نفى الخلاف، والأسنوي والنسفي نقلوا الإجماع وغيرهم.
يحكى عن أبي إسحاق الإسفرايني أنه رد مراسيل الصحابة كمراسيل غيرهم لاحتمال أن يكونوا رووا ذلك عن التابعين؛ لأنه وجدت رواية بعض الصحابة عن بعض التابعين، كما أنه وجدت رواية النبي ﵊ عن بعض الصحابة، فرواية الأكابر عن الأصاغر معروفة.
أما الذي أرسله الصحابي ... فحكمه الوصل على الصوابِ
"تنبيه: والحافظ البيهقي في كتابه (السنن الكبير) وغيره يسمي ما رواه التابعي عن رجل من الصحابة مرسلًا، فإن كان يذهب مع ذلك أنه ليس بحجة، فيلزمه أن يكون مرسل الصحابي أيضًا ليس بحجة" يعني من باب أولى يعني إذا ذكر التابعي عن رجلٍ صحب النبي ﵊ إذا كان البيهقي يسمي هذا مرسل، فالمرسل الذي لا خلاف فيه من باب أولى، يعني إذا ذُكر أن هذا الصحابي رأى النبي ﵊ أو سمعه من النبي ﵊ أو عمن صلى مع النبي ﵊ يسميه مرسل، والجمهور على أنه ليس بمرسل، بل هو متصل في إسناده مبهم، والمبهم مجهول وجهالة الصحابة لا تضر.
ورسموا منقطعًا عن رجلِ ... وفي الأصول نعته بالمرسلِ
يقول البرهان الحلبي:
قلت: الأصح أنه متصلُ ... لكن في إسناده من يجهلُ
4 / 20