Sharh Hisn al-Muslim
شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة
خپرندوی
مطبعة سفير
د خپرونکي ځای
الرياض
ژانرونه
و«معنى: «ظن عبدي بي»؛ ظن الإجابة عند الدعاء، وظن القَبول عند التوبة، وظن المغفرة عند الاستغفار، وظن المجازاة عند فعل العبادة بشروطها تمسكًا بصادق وعده، ويؤيده قوله ﷺ: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة» (١) ..، ولذلك ينبغي للمرء أن يجتهد في القيام بما عليه موقنًا بأن الله يقبله ويغفر له؛ لأنه وعد بذلك، وهو لا يخلف الميعاد؛ فإن اعتقد أو ظن أن الله لا يقبلها، وأنها لا تنفعه، فهذا هو اليأس من رحمة الله، وهو من الكبائر، ومن مات على ذلك وُكِّلَ إلى ما ظن، وأما ظن المغفرة مع الإصرار؛ فذلك محض الجهل والغِرَّة» (٢).
قوله: «وأنا معه إذا ذكرني» كقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾ (٣).
وهذه المعية خاصة بالمؤمنين، وهي تقتضي الحفظ والرعاية والتوفيق والتأييد ...، وهي غير المعية العامة التي تشمل الخلق جميعًا، وتكون بالعلم؛ كقوله تعالى: ﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا﴾ (٤).
_________
(١) رواه الترمذي برقم (٣٤٧٩)، وانظر: صحيح الجامع برقم (٢٤٣). (م).
(٢) انظر: فتح الباري (١٣/ ٣٨٧). (م).
(٣) سورة النحل، الآية: ١٢٨.
(٤) سورة المجادلة، الآية: ٧.
1 / 49