Sharh Hisn al-Muslim
شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة
خپرندوی
مطبعة سفير
د خپرونکي ځای
الرياض
ژانرونه
ويضره، وأما في الدنيا؛ فهي: دفاع الله كل ما يضر دنياه، وأما في الأهل؛ فهي: دفاع الله كل ما يلحق أهله من البلايا والأسقام ... وغير ذلك، وأما في المال؛ فهي: دفاع الله كل ما يضر ماله من الغرق والحرق والسرقة ... وغير ذلك من أنواع العوارض المؤذية.
قوله: «عوراتي» وهي: كل ما يستحي منه إذا ظهر؛ والعورة من الرجل ما بين سرته إلى ركبته، ومن الحرة جميع بدنها إلا الوجه والكفين والأفضل تغطيتهما، وفي القدمين قولان، وقيل: جميع بدنها دون استثناء، ومن الأمة مثل الرجل مع بطنها وظهرها.
[قال المصحح: والقول الحق: أن المرأة كلها عورة حتى وجهها وكفيها؛ لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ (١)، قال ابن عباس ﵄: أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عينًا واحدة» (٢). وقال ﷿: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ﴾ (٣). وأعظم جمال المرأة وزينتها في وجهها وكفيها. وقال ﷾: ﴿وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ
(١) سورة الأحزاب، الآية: ٥٩.
(٢) [تفسير ابن كثير لآية ٥٩ من سورة الأحزاب. (المصحح).
(٣) سورة النور، الآية: ٣١.
1 / 169