د شرح حدیث مقتفی په اړه کتاب کې د نبي اکرام د مبعث په اړه

ابو شامه d. 665 AH
93

د شرح حدیث مقتفی په اړه کتاب کې د نبي اکرام د مبعث په اړه

شرح الحديث المقتفى في مبعث النبي المصطفى

پوهندوی

جمال عزون

خپرندوی

مكتبة العمرين العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٠هـ /١٩٩٩ م

د خپرونکي ځای

الشارقة/ الإمارات

الْأَبْعَد لشاعر أَو مَجْنُون، فَقَالَت: أُعِيذك بِاللَّه من ذَلِك يَا أَبَا الْقَاسِم، مَا كَانَ الله ليصنع ذَلِك بك مَعَ مَا أعلم مِنْك من صدق حَدِيثك، وعظيم أمانتك، وَحسن خلقك، وصلَة رَحِمك، وَمَا ذَلِك يَا بن عَم، لَعَلَّك رَأَيْت شَيْئا؟ قَالَ: قلت: نعم، ثمَّ حدثتها بِالَّذِي رَأَيْت، فَقَالَت أبشر يَا بن عَم وَأثبت فوالذي نفس خَدِيجَة بِيَدِهِ إِنِّي لأرجو أَن تكون نَبِي هَذِه الْأمة ". قلت: فَقَالَت لَهُ خَدِيجَة مَا قَالَت تشجعه بذلك، واستدلت بِمَا عهِدت من أخلاقه الجميلة وَصِفَاته الجليلة على أَن الله تَعَالَى لَا يُسلمهُ إِلَى مَكْرُوه، وَكَانَ هَذَا مِنْهَا، من أجل مناقبها وَأتم فضائلها ﵂. وَالْمرَاد بالشاعر فِي هَذَا الحَدِيث من كَانَ لَهُ تَابع من الْجِنّ يساعده على مَا هُوَ بصدده نَحْو مَا كَانَ يجْرِي على لِسَان سطيح وشق من الْكَلَام المسجوع وَغَيره، وَهُوَ معنى وصف الْكَفَرَة لعنهم الله للنَّبِي ﷺ بِأَنَّهُ شَاعِر أَي أَنه من ذَلِك الْقَتِيل قَالَ الله تَعَالَى: ﴿بل قَالُوا أضغاث أَحْلَام بل افتراه بل هُوَ شَاعِر﴾ وَالله أعلم. قَوْلهَا: " قَالَت لَهُ خَدِيجَة: كلا أبشر ". كلا: حرف ردع وزجر، وستعمل اسْتِعْمَال النَّفْي والتبرئة والتبعيد كَقَوْل خَدِيجَة هُنَا، فَهُوَ رد لما قَالَ لَهَا.

1 / 135