د شرح حدیث مقتفی په اړه کتاب کې د نبي اکرام د مبعث په اړه

ابو شامه d. 665 AH
60

د شرح حدیث مقتفی په اړه کتاب کې د نبي اکرام د مبعث په اړه

شرح الحديث المقتفى في مبعث النبي المصطفى

پوهندوی

جمال عزون

خپرندوی

مكتبة العمرين العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٠هـ /١٩٩٩ م

د خپرونکي ځای

الشارقة/ الإمارات

أَن رَسُول الله ﷺ قَالَ: " مَا من عبد يشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله إِلَّا حرمه الله على النَّار، فَقَالَ معَاذ: يَا رَسُول الله، أَفلا أخبر بهَا فيستبشروا؟ قَالَ: إِذا يتكلوا ". فَقَوله: " إِذا يتكلوا " يحْتَمل أَن يكون إِيمَاء إِلَى أَنَّك لَا تخبر بهَا خوفًا من حُصُول هَذِه الْمفْسدَة، وَيحْتَمل أَن يكون مُجَرّد هَذَا تخوف من النَّبِي ﷺ مَعَ أَن مُرَاده التَّبْلِيغ لِأَن هَذَا من جملَة مَا أنزل عَلَيْهِ وأوحي إِلَيْهِ، وَطَرِيق التَّبْلِيغ أَن يلقيه على بعض أَصْحَابه وَذَلِكَ الصَّحَابِيّ يبلغهُ غَيره، فَكيف ينْهَى عَن التَّبْلِيغ وَهُوَ مَأْمُور بِهِ؟ فَلَعَلَّ معَاذًا توقف لذَلِك مُدَّة حَيَاته ثمَّ احتاط لنَفسِهِ فَبلغ، لِأَن الْأَوَامِر بالتبليغ صَرِيحَة فَلَا تتْرك بِاحْتِمَال النَّهْي، كَيفَ وَأَنه قد ورد معنى هَذَا الحَدِيث عَن غير معَاذ وَأنس وَلَيْسَ فِيهِ إِيمَاء إِلَى الْإِمْسَاك عَن الْإِخْبَار بِهِ وَالله أعلم. قَالَ الْمَازرِيّ: " وَاخْتلف النَّاس هَل كَانَ النَّبِي ﷺ متعبدا قبل نبوته بشريعة أم لَا؟ فَقَالَ بَعضهم: إِنَّه غير متعبد أصلا. ثمَّ اخْتلف هَؤُلَاءِ هَل يَنْتَفِي ذَلِك عقلا أم نقلا؟ فَقَالَ بعض المبتدعة: يَنْتَفِي عقلا لِأَن ذَلِك تنفير عَنهُ وغض من قدره إِذا تنبأ عِنْد أهل تِلْكَ الشَّرِيعَة الَّتِي كَانَ من جُمْلَتهمْ، وَمن كَانَ تَابعا فيبعد مِنْهُ أَن يكون متبوعا - قَالَ: وَهَذَا خطأ وَالْعقل لَا يحِيل هَذَا.

1 / 102