151

[aphorism]

قال بقراط: "إذا حدث بانسان سرطان خفي فالاصلح أن لا يعالج فإنه ان عولد هلك وإن لم يعالج بقى زمانا طويلا."

[commentary]

التفسير: "السرطان الخفي هو المبتدي أو الذي لم يتقرح بعد والذي ليس يظهر في سطح البدن بل هو باطن في عمقه. وأما المبتدي والذي لم يتقرح بعد فينبغي أن يداوي ليلا يعظم ولا يتقرح. وأما الباطن فما رأى أحدا ممن رام علاجه إلا وكان تهيجه له بالعلاج أكثر من تخفيفه عن صاحبه. فإن جالينوس حكى أن قوما لما قطعوا سرطانا في أعلى الفم أو في المقعدة أو في الفرج من المرأة وكؤوه لم ير يدوى بالعلاج إلا تذويب صاحبه وتعذيبه بالباطل وبالجملة. فإن للسرطان عروقا يسقيه من جوانبه وليس يمكن قطعها واستيصالها بالكلية ولذلك متى قطع وكوى فإن المادة تولد فيما حواليه أو في موضع أخر سرطان ثانيا. فإن أمكن في موضع استيصالها باصوله فقد أجاز قوم قطعه. وأما الحذاق فهو أعن ذلك إلا أن يكون منقرحا عظيم الاذي فحينئذ يقطع ويكوي بعد أن ينقى البدن من مادته وتبدل مزاج العليل ليلا تولد مادة أخرى ولذلك فإن الاصلح في كل موضع أن لا يمس السرطان بعلاج قوي. فأما المتقرح منه فلا يمكن أن * يعالج (97) بغسل الصديد منه ببعض الرطوبات التي لا تعفن ولا يهيج القرحة بل يسكن الحرقة التي PageVW3P091A فيها بالماء المطبوخ فيه زرجون الكرم وغيره. فأما أن يرام ابراءه فلا ولذلك قال بقراط أنه إن لم يعالج بقى زمانا طويلا لأنه لا يزداد تقرحا ولا يتأذي صاحبه به."

38

[aphorism]

قال بقراط: "التشنج يكون من الامتلاء ومن الاستفراغ وكذلك الفواق."

[commentary]

التفسير: "التشنج هو تقلص العضل نحو أصله لأن الأجزاء العصبية منه تتقلص نحو أصولها بحركة غير ارادية شبيه بما يعرض من تقلصاها في الحركات الإرادية بالأختيار من الحيوان وقد يكون سبب تقلصها تشربها بالرطوبة كالحال فيما يعرض للاجسام العصبية في الهواء الرطب نحو أوتار العيدان. فإنها إذا تشربت برطوبة الهواء امتدت إلى سطوحها فتنقص من طولها لا محالة وقد يكون سببه اليبس كالحال فيما يصيب هذه الأوتار من الشمس والهواء اليابس. فإنها تجمع من سطوحها إلا العمق فينقص من طولها. وهكذا يعرض للاعصاب إذا ابتلت بالرطوبة أو انقبضت باليبوسة، فإنه يعرض لها القصر في الطول فيعرض التشنج. وأما الفواق فليس هو تشنجا في التحقيق لكنه تقلص يعرض لجرم المعدة طلبا لأن يدفع عن نفسه الاذي شبيه بما يعرض في حال القىء إلا أن المعدة تدفع في حال القىء ما هو مصبوب في تجويفها ولذلك فكأما تروم أن ينقلب إلا خارج. وفي حال الفواق يدفع ما هو مداخل لجرمها ولذلك يتقلص في نفسها ولهذا صارت حركتها في الفواق أشد وأقوى لأن دفع ما هو في تجويفها أسهل عليها من دفع ما هو غائص في جرمها. وإذا كان الأمر على ما قلنا فإن تأذي المعدة في نفس جرمها وقد يكون سببه كثرة في الكمية كالحال إذا دخل شيء مما في تجويف المعدة من الامتلاء في نفس جرمها وقد يكون سببه رداءة في الكيفية كالفلفل السحيق بالشراب. فإن الشراب يوصله إلا عمق المعدة وقد يكون سببه اليبس فإن الذي يعرض في جرم المعدة من يقبض أجزائه بسبب الجفاف تروم الطبيعة أن تمدده لتصلحة فلذلك تولد الفواق فقد تبين أن كل واحد من التشنج والفواق يعرض من الإضداد أعني من المتلاء ومن الاستفراغ."

39

ناپیژندل شوی مخ