146

[aphorism]

قال بقراط: الخصيان لا يعرض لهم النقريس ولا الصلع."

[commentary]

التفسير: "الصلع يعرض ليبس جلدة الرؤس حتى يصير بمزلة الحرق، فلا تتأتي ينبات الشعر فيها كما لا تتأتي في المخنثين والخصيان لاجل تأنث ابدانهم من قبل أن المادة الزرعية إذا لم يستفرغ غمرت الحار الغرازي وأضعفته بكون اجسامهم أرطب فلا يصلعون ولضعف حرارتهم * الغريزي (91) تقل تحلل الرطب منهم فلا تجف جلدة رؤوسهم فلا يمتنع نبات الشعر فيها كالحال في رؤوس النساء والصبيان سوى ويشبه أيضا أن يكون مادة اللحمي تتوفر على رؤوسهم ويميل إليها ولا بهم لا يجامعون فلا يصلعون إذا الجماع يصلع بالتجفيف. وقد وجد في القديم من كان من الناس أصلع فلما جامع نبت شعره وهذا إن كان عجيبا نادرا فلعل سبب صلعته كان عوزا من الحرارة لتوفر الرطوبات في البدن. فلما انتقصت باستفراغ الجماع وبالحركة الجماعية اقتدرت الحرارة بعد ذلك * حتى (92) تصير المادة بخارا دخانيا مولدا للشعر. وإنما لا يعرض للخصيان النقرس إلا في الندرة لأن هذا المرض يعرض لأحد من ثلاث: أما الذين يملؤن من الدم سريعا ويحتاجون في كثرة تولد الدم إلى توفر الحرارة، وهولاء بعيد عن ذلك إذا كانوا يميلون في أمزجتهم إلى البرد، وأما الذي يخالط دمآءهم مرار كثير ودمآء هؤلاء عذبه V1 73A إذا كانت امزجتهم تميل إلى مثل امزجتهم النساء من البرد والرطوبة ولا الدم ولا البلغم يسخنان فيهم وليس يتولد فيهم السوداء، ولذلك تدبر الأبدان المرارية بالترطيب فيندفع عن كثير ممن يعريهم النقرس نوبته، ولعل هذا التدبير أبلغ من الاستفراغات إذا لم يكون في البدن كثير امتلاء، وأما أن التي تجتمع فيها فضول نية كثيرة جدا وما أقل ما يكون ذلك لأنه لا يكون نقرس أو وجع مفاصل الا ومعه حمى كثيرة، ومن أجل ذلك لم يوجد له دور لازم يمكن أن يقال أنه نقرس أو وجع مفاصل، وذلك أن هذا المرض يقوي في الابدان التي تطبخ رطوبتها حرارة قوية فيكسها حدة وحرافة وتصير ذفرة. وأيضا فإن الخصيان لا يجامعون والجماع مدعاه للنقرس إذا كان أصل هذه العلة هو الأفراط في الجماع لأن الجماع تهز مفاصل أصلي الرجلين فيضعفان لذلك ويقبلان الفضلات. وإن حدث في الندرة في بعض الخصيان النفرس فذلك لفرط الشهوة والتخليط في الاغذية والأفراط في السكر ودوام الترفة."

28

[aphorism]

قال بقراط: "المرأة لا يصيبها النقرس إلا إن ينقطع طمثها."

[commentary]

التفسير: "قوله "إلا أن ينقطع طمثها" يدل على أن النقرس إنما لا يعتبر بهن لأن أبدانهن تنقى بالطمث في كل شهر فالنقرس لا يحدث بالنساء ما استقام لهن الطمث ولأن دم النساء عذبه لميل أمزجتهن إلى البرد والرطوبة والإستفراغ ما هو أحد وأدفر في دمآئهن مع الطمث والنقرس على الأكثر إنما يعتري الأبدان الذفرة الحارة. والذين اخلاطهم حادة حريفة ولأن جماعهن قليل ولأنهن لا يتعبن في الجماع إلا قليلا فلا يعرض لهن النقرس كثيرا وربما يعرض * لهن (93) في الدرة إذا اسأن التدبير."

29

ناپیژندل شوی مخ