شرح فصول ابقراط

ابن النفیس d. 687 AH
90

شرح فصول ابقراط

شرح فصول أبقراط

ژانرونه

طبیعیاتو

قال أبقراط: استعمال الكثير بغتة مما يملأ البدن أو يستفرغه أو يسخنه أو يبرده أو يحركه بنوع آخر من الحركة أي نوع كان، فهو خطر؛ وكلما كان كثيرا فهو مقاوم للطبيعة. فأما ما يكون قليلا قليلا، فمأمون متى أردت B انتقالا من شيء إلى غيره، ومتى أردت غير ذلك.

[commentary]

الشرح: قد استدل بهذا على وجوب التدرج فيما لم يكن له به عادة، وذلك لأن ذلك الشيء إذا استعمل كثيرا، سواء كان مسخنا أو مبردا أو غير ذلك، فهو أخطر لأن صحة البدن بالاعتدال، فكل ما يوجب خروجا عنه يكون منافيا للصحة. والإفراط في المسخن أو المبرد أو غيرهما إفراط فيما يخرج عن الاعتدال فيكون منافيا للصحة، وكل مناف للصحة فهو مقاوم للطبيعة، لأن الطبيعة هي التي تحفظ على البدن الاعتدال؛ فالموجب للخروج عنه مقاوم لها لا محالة. وإذا كان كذلك فينبغي لمن أراد أن ينتقل إلى تدبير ما أن يكون انتقاله إليه قليلا قليلا، فإن ما يكون قليلا فمأمون، سواء كان لأجل الانتقال أو لغيره؛ وذلك لأن الشيء المخالف إذا ورد قليلا قليلا لم ينفعل البدن عنه انفعالا ظاهرا (108) فيألفه بطريق لا يتضرر به. وإنما قلنا إنه لا ينفعل عنه، لأن الانفعال إنما يكون عما A يرد بغتة.

مخ ۱۱۸