الشرح: ربما قيل: قد جرت العادة بتقديم تعريف الجيد والنافع ليستعمل، ثم تعريف الضار والرديء ليجتنب. فلما عكس ذلك أبقراط، قلنا: إنما فعل ذلك لتتميم إثبات أن كل إفراط رديء. ويريد "بالأمراض التي في الغاية القصوى" التي هى كذلك في الحدة، وهى التي بحرانها في الرابع فما دونه. "وبالتدبير الذي في الغاية القصوى" الذي هو كذلك في اللطافة؛ لأن A الظاهر ثبات القوة بالتدبير الذي في الغاية القصوى في هذه المدة اللطيفة، لأنه لا يصح أن يقال في مرض أنه في الغاية القصوى من الأزمان ولا في غذاء من أغذية المرضى أنه في الغاية القصوى من الغلظ. بقى أنه يقال: إنه أراد ما يعم الحدة والشدة لأنه يصح أن يقال: أجود التدبير في الأمراض التي في الغاية القصوى من الشدة هو الذي في الغاية القصوى من القوة. وفي التي في الغاية القصوى من الضعف، هو الذي في الغاية القصوى من الضعف. لكن هذا لا يستقيم لو أراد بالتدبير التصرف فيما يعم الغذاء وغيره. فإن قيل: إن حمى يوم قد تنقضي في يوم واحد، ومع هذا فالغذاء لا يجب تلطيفه فيها، وخصوصا في الجوعية. قلنا: قد بينا أن حمى يوم ليست من الأمراض الحادة، والكلام في تقدير الغذاء بحسب حدة المرض وإزمانه، وذلك لتشتغل الطبيعة بنضج المادة ولا يعيقها عن ذلك الغذاء، وحمى يوم ليست من الأمراض المادية. B
مخ ۲۲