الشرح: هذا الفصل هو ذكر العلة في أن الناقه لا يقوى، وهو دليل على وجوب استفراغه، فكان يجب أن يقرن بذلك الفصل، إلا أنه لما ذكر في ذلك الفصل B أنه يجب أن يستفرغ أراد أن يبين قبل الشروع في الدليل على ذلك أن ذلك الاستفراغ يكون تنقية، ليكون قد حقق الدعوى قبل ذكر الدليل. وأما إشارته بأن يجعل جريان ذلك بسهولة فهو كالجواب عن إنكار، كأنه قدره أنكر عليه به وهو استفراغ الناقه. والناقه لا محالة يكون ضعيفا، والاستفراغ يزيد في الضعف، فيكون قوله: فينبغي أن يجعل ما يريد إخراجه يجري فيه بسهولة: جوابا عن ذلك، وهو أن ذلك لا يوجب زيادة الضعف لأنه إنما يكون بعد جعله يجري بسهولة. وأما بيان أن هذا هو علة كون ذلك الناقه لا يقوى، وذلك لأن الغذاء كما بيناه يزيد في المواد. فإذا كان في البدن مادة رديئة، فإن الغذاء يزيد فيها. والخلط الفاسد يحيل الوارد وإن كان صالحا إلى طبيعته. وذلك شر، وهذا معنى قوله: فإنما يزيده شرا. وإذا أراد ذلك الخلط الرديء، كان الأولى بأن يوجب الضعف، فضلا عن A أنه لا يقوى . وأما بيان دلالته على وجوب استفراغ ذلك الناقه فظاهر، وذلك لأنا نحتاج إلى التغذية لأجل التقوية. فإذا كانت التغذية بسبب هذا الخلط تزيد شرا، وجب إخراجه، ليمكن استعمال الغذاء على وجه يلزمه التقوية.
[aphorism]
قال أبقراط: لأن يملأ البدن من الشراب، أسهل من أن يملأ من الطعام.
[commentary]
مخ ۷۳