الشرح: بعد أن فرغ من الدلالة على وجوب الاستفراغ الصناعي، شرع الآن في ذكر أنواعه وبين أنها يختلف المختار منها باختلاف أمور: إما طبيعية، وإما غير الطبيعية. والطبيعية منها أوقات السنة، وذلك لأن الصيف ينبغي أن يكون الاستفراغ فيه من فوق، وفي الشتاء من أسفل؛ وذلك لأن حرارة الصيف ترققالأخلاط وتعليها مع كثرة الصفراء، وذلك يوجب خفتها وطفوها إلى جهة فوق. وقد بينا أنه ينبغي أن يكون استفراغ المواد من الجهة التي هي إليها أميل، فوجب أن يكون الاستفراغ في ذلك الوقت من فوق. وأما الشتاء فيجمد الأخلاط ويغلظها، فتكون ثقيلة مائلة إلى أسفل، فينبغي أن يكون استفراغها Aمن تلك الجهة، وإنما لم يجعل ذلك دائما، بل أكثريا؛ لأنه قد يكون في الندرة بدن ما في الشتاء يغلب عليه الصفراء وتكون أخلاطه طافية إلى فوق ، وقد يكون بالعكس من ذلك في الصيف.
[aphorism]
قال أبقراط: بعد طلوع الشعرى العبور وفي وقت طلوعها وقبله، يعسر الاستفراغ بالأدوية.
[commentary]
مخ ۱۷۱