132

شرح فصول ابقراط

شرح فصول أبقراط

ژانرونه

طبیعیاتو

الشرح: B أما رداءة التنفس فلغلبة البرد واليبس على جوهر أعضائهم، والهواء البارد ينفذ إلى أعضاء التنفس أكثر من غيرها فتتضرر به؛ ولأن البلغم يكثر فيهم وأدمغتهم ضعيفة فتكون النوازل فيه كثيرة. وأما النزل التي يعرض معها السعال فلنزول البلغم إلى قصبة الرئة. وأما تقطير البول، فلضعف قوة المثانة لتضررها بالبرد الخارجي والبرد واليبس المزاجي، وكذلك عسر البول. وأما أوجاع المفاصل، فلكثرة ما يسيل إليها من الفضول التي في أبدانهم ولتضررها بالبرد الخارجي، لأنها أبرد ما في البدن. وأما أوجاع الكلى، فلكثرة فضولهم الغليظة وضعف قواهم يتولد فيهم سدد الكلى، فإن كانت مع ذلك لزجة، تولدت فيها الحصاة. وأما الدوار، فللأبخرة الغليظة المتصعدة من معدهم، وللرياح البخارية المحتبسة في أدمغتهم لضعفها وتولد الفضول فيها. وأما السكات، فظاهر لكثرة فضول أدمغتهم A وغلبة البلغم عليها. وأما القروح، فلفساد أخلاطهم، وقلة الدم فيهم، وغلبة الرطوبات الفضلية، وقصور القوة الغاذية. وأما حكة أبدانهم، فلكثرة البلغم المالح فيهم، وتكاثف جلودهم بسبب البرد واليبس فلا تنحل الرطوبات البورقية المندفعة إلى جلودهم. وأما السهر، فلكثرة همومهم وأفكارهم، وغلبة اليبوسة غلى أدمغتهم. وأما الرطوبات الفضلية التي فيهم، فإنها مالحة بورقية، إلا أن النعاس يغلب عليهم إذا جلسوا، فإذا طرحوا أنفسهم لم يناموا؛ وذلك لأن أخلاطهم تكون في حال الجلوس ساكنة غير مؤذية ولا لذاعة للدماغ بيبوستها فيغشاهم النعاس لما تقدم لهم من السهر، فإذا طرحوا أنفسهم عادت أخلاطهم وحرارتهم فسورت بسبب الحرارة وبخرت، فادت الدماغ ومنعت النوم. وأما لين البطن، فليس يعني به ما يعرض لهم في الصحة، فإن المشايخ في ذلك مختلفون، فمن كان في شبابه لين البطن يبس بطنه إذا شاخ وبالعكس، بل يعني بذلك اللين B الذي يكون مرضا؛ وذلك لضعف هضومهم وزلق معدهم وأمعائهم لغلبة الرطوبات عليها. وأما رطوبة العينين، فلكثرة رطوبة أدمغتهم وضعف أعينهم فتقبل الرطوبات ولا تقوى على هضمها. وأما رطوبة المنخرين، فلكثرة ما يسيل من أدمغتهم مما لم ينهضم من رطوباتهم. وأما ظلمة البصر، فلكدر حواسهم بسبب غلبة الرطوبات الفضلية، ولكثرة البخارات المتصعدة من معدهم. وأم الزرقة فقد تكون من كثرة النوازل إلى أعينهم، وقد تكون لغلبة اليبوسة فيقل سواد الحدقة كما يعرض للزرع إذا عطش أن يبيض عن خضرته. وأما ثقل السمع، فلضعف القوى الحساسة. وإذا قلنا: إن سن كذا أو وقت كذا أو ريح كذا أو غير ذلك، يوجب كذا وكذا فلسنا نعني أن ذلك كيف اتفق، بل معناه أن طبيعة ذلك توجب ذلك الأمر وإن كان قد يتخلف عنه لأمر خارجي ، بل قد يتفق مقتضى الفصل A والبلد والريح والسن على إحداث مرض مثلا، فيبطل ذلك كله جودة التدبير. واعلم أن سن النمو ينتهي إلى قريب من ثلاثين سنة، وسن الشباب ينتهي عند خمس وثلاثين سنة أو أربعين سنة، وسن الكهول ينتهي عند ستين سنة، وذلك كله في البلاد المعتدلة أو القريبة منها، وسن الشيوخ يبتديء من الستين إلى آخر العمر.

تمت المقالة الثالثة بعون الله تعالى.

المقالة الرابعة

قد كنا بينا أن أبقراط أتى في الثلاث مقالات التي تقدمت على الكلام في الأسباب الستة، إلا أن ما ذكره من قوانين الاستفراغ لم يكن استوفى الكلام فيه، وهو يستقصي في هذه المقالة ذكر قوانينه وأنواعه وما يتعلق به.

[aphorism]

قال أبقراط: ينبغي أن تسقى الحامل الدواء إذا كانت الأخلاط في بدنها هائجة منذ يأتي على الجنين أربعة أشهر، وإلى أن يأتي عليه سبعة أشهر، ويكون التقدم على هذا أقل. وأما ما كان أصغر من ذلك أو أكبر منه فينبغي أن يتوقى عليه. B

مخ ۱۶۸