123

شرح فصول ابقراط

شرح فصول أبقراط

ژانرونه

طبیعیاتو

الشرح: بعد ذكره ما مضى بقي عليه الكلام في الأمراض التي تقتضيها الأسنان، وقد بينا أن الأسنان أربعة في الجملة، فاعلم الآن أن سني النمو ينقسم إلى خمسة أقسام: سن الطفولة، وسن الصبى، وسن الترعرع، وسن المراهقة، وسن الفتيان. وذلك لأن البدن الذي ينمو إما A أن لا تكون أعضاؤه مستعدة للحركة والنهوض وهو سن الطفولة، أو مستعدة ولكن لم تشتد بعد ولم يكمل نبات الأسنان بعد سقوطها وهو سن الصبى، أو كمل ذلك ولكن لم يقرب بعد من البلوغ وهو سن الترعرع، أو بعد ذلك إلى أن يثقل الوجه وهو سن المراهقة، أو بعد ذلك إلى أن يقف النمو وهو سن الفتيان. ولكل واحد من هذه أمراض تخصه، أما الأطفال وقوله: الصغار حين يولدون. تعريفا لسنهم بما ذكرناه. فيعرض لهم القلاع، وهو بثور تعرض (165) في سطح الفم، أردأها الأسود الفحمي، وأسلمها الأبض والأحمر؛ وذلك لأن غشاء أفواههم لين جدا فيفعل فيه مائية اللبن بجلائها وبورقيتها ذلك، ولذلك يعرض لهم القيء لكثرة ما يحرصن المراضع (166) على إرضاعهم اللبن فيفسد وتدفعه الطبيعة. وأيضا السعال لتضرر رؤوسهم بالبرد الخارجي وملاقاته لها بعد حرارة الأحشاء، ولكثرة B ما يتولد فيهم من البلغم. وأيضا السهر، ويجب أن يعني بذلك كثرة الانتباه من النوم، وذلك لفساد اللبن في معدتهم لكثرته ولألم التقميط والرباط. وأما السهر بمعنى اليقظة المفرطة فلا يعرض لهم، بل نومهم أكثر من الطبيعي بسبب رطوبة أمزجتهم. وأيضا التفزع، قال جالينوس: إن ذلك يكون في النوم، وسببه فساد الغذاء في معدهم، فيبخر إلى أدمغتهم أبخرة فاسدة تخيل لهم خيالات مفزعة. أقول: إن ذلك وإن كان يوجب لهم الفزع لكنهم يفزعون في اليقظة أيضا وفي النوم؛ وإن كان هضمهم جيدا، ويدل على ذلك الاستقراء، وكان سببه ضعف القوى فينفعلون عن أدنى سبب. وأيضا ورم السرة، لأنها تقطع منهم فتضعف وترم كما ترم باقي الأعضاء التي تخرج. وأيضا رطوبة الأذنين، لأن أبدانهم، فضلا عن أدمغتهم، بالغة في الرطوبة ويقل اندفاع فضول أدمغتهم في المنخرين، لأن أكثر نومهم على ظهورهم فيكون سيلان تلك الفضول إلى الأذنين أولى.

[aphorism]

مخ ۱۵۸