شرح فصول ابوقراط
شرح فصول أبقراط
ژانرونه
البحث الثاني
في معنى الخف الكائن على خلاف القياس. قال جالينوس: إذا حصل مرض قوي ثم خف بغتة قبل انتهاء مدته * ولم يكن (1099) البدن قد استفرغ لا بقيء ولا * بعرق (1100) ولا بلا باختلاف ولا برعاف ولا بغير ذلك من أنواع الاختلافات ولم يظهر أيضا علامات تدل على النضج، فينبغي أن لا يعتمد على ذلك الخف. أقول: ووجه وقوع الخفة في مثل هىذا الوقت المذكور لأمرين أحدهما عند سقوط القوة وقرب الموت. وذلك لأن سبب الألم واشتداد الحمى وغيرها من الأعراض المقاومة الحاصلة بين الطبيعة PageVW5P092A المدبرة * للبدن (1101) * والمادة (1102) * المرضية (1103) PageVW1P042B فإذا أبطلت المقاومة خفت الأعراض. ولذلك صارت تخف عند الانحطاط لأن الطبيعة تكون قد قهرت المرض واستولت عليه. وعند ذلك تبطل المقاومة فتخف الأعراض. فإذا حصل الخف فيه وذلك لسقوط القوة واستيلاء المادة المرضية عليها فتحصل الخفة، لكن خفة لا يعتمد عليها ولا يؤثق بها ويكون حالها في هذا الوقت كحال السراج إذا قارب الانطفاء فإنه يشغل ويضيء ضوءا قويا.والثاني عندما يفرط الجهال من الأطباء في استعمال المبردات في الأمراض الحادة فتخمد الحرارة الغريزية وتسكن حركة المادة وتبطل المقاومة وعند ذلك تخف الأعراض. ثم في الأكثر يعاودها الاشتغال لأنه لم * يتقدمه (1104) * سبب (1105) مزيل لها ويكن هذا الاشتغال أقوى من الاشتغال الأول لمصادفته * لقوى (1106) قد ضعفت ونهكت. فمثل هذه الخفة المذكورة لم يوثق بها ولا يعتمد عليها.
البحث الثالث
في معنى الأمور الهائلة الكائنة على خلاف القياس. قال جالينوس: إذا كان قد ظهر في المرض علامات النضج البين ثم حصل للمريض نفس رديء أو اختلاط عقل أو صعوبة في حماه أو نافض قوي فلا ينبغي أن يهولك ذلك فإن هذه أيضا ليست من الأشياء الثابتة حتى يحصل بعدها أمر * رديء (1107) . فإنها كثيرا ما يدل على بحران محمود قريب. أقول: ووقوع هذه الأعراض ليلة البحران لأجل مجاهدة الطبيعة ومقاومتها للمادة * وتمييزها (1108) الصالح من الفاسد، فمثل هذه لا ينبغي أن يهتال منها ولا يرتاب * لها (1109) . وذلك لأنه لا بد من وقوعها ثم تعقبها في أكثر الأمر خفة وراحة. وأما إذا كان حصول الأمور المذكورة في غير يوم البحران مع ضعف القوة وعدم النضج ووجود الامتلاء، فمثل هذه يخاف منها ويرتاب لها.
البحث الرابع
في المراد بالقياس. المراد به هاهنا هو أنه إذا علمنا بالدليل المأخوذ من التجربة والاستقراء أن المرض ينقضي في يوم معلوم بقيء أو بإسهال أو بعرق أو بغيره من * أنواع (1110) الاستفراغات، ثم انقضى قبل ذلك من غير أن يحصل شيء مما ذكرنا من الاستفراغات فهو رديء، * فأنه (1111) كثيرا ما يعاود أن كان في القوة احتمال، وإلا أعقبه الموت.
البحث الخامس:
في الغرض من هذا الفصل. اعلم أن هذا الفصل فيه فائدة عظيمة وهو أن كثيرا من * جهال الأطباء (1112) عند ما يرون خفة على خلاف القياس يغترون بها ويأمرون العليل باستعمال ما لا يجب استعماله في هذا الوقت * وينذرون (1113) بسلامته مما به، ومتى رأوا الأمور الهائلة خافوها واستعملوا أيضا ما لا يجب استعماله، وأنذروا * بعطب العليل (1114) وهلاكه. فلأجل * هذا (1115) PageVW5P092B نبه على هذا الفائدة وأفرد لها فصلا مستقلا * والله أعلم (1116) .
28
[aphorism]
ناپیژندل شوی مخ