شرح فصول ابوقراط
شرح فصول أبقراط
ژانرونه
في صلة هذا * الفصل (475) بما قبله وهي أن البحارين المحمودة التي تعقبها الخفة والراحة هي الكائنة باستطلاق البطن على ما عرفت. فلذلك ذكر الاستطلاق وأطلق القول فيه بحيث أنه يعم الصناعي والطبيعي ليكون قد أعطى الصناعة حقها. فإن الاستطلاق متى كان من النوع فهو محمود سواء كان من الطبيعة أو من الصناعة.
البحث الثاني:
لفظة البراز في العرف * العام تطلق على كل ما يبرز من البدن وفي الخاص (476) على ما يبرز من طرف المعاء المسمى بالمستقيم الذي هو * المخرج (477) . ثم أنه ينقسم إلى نوعين: طبيعي وغير طبيعي. فالطبيعي هو فضلة الهضم الأول وله شروط في قوامه واتصال * أجزائه (478) PageVW5P072A ومقداره وعدد مراته ووقت خروجه ولونه ورائحته. أما قوامه فهو فإنه يكون معتدلا بين الغلظ والرقة فإن الغليظ متى لم يكن لجفاف الغذاء المستعمل فهو إما لحرارة المعاء أو لحارارة ما يجاورها كالكلى وغيرها وإما لحرارة الكبد بحيث أنها تجتذب من صفو الكيلوس فوق ما هي محتاجة إليه؛ وإما لإفراط إدرار البول فإن كثرة البول مما يجفف البراز وإما لتحليل مفرط؛ والرقيق متى لم يكن لمائية الغذاء المستعمل فهو إما لفساد الاستمراء وإما لضعف الكبد عن جذب ما هي محتاجة * إليه (479) ؛ وإما لضعف * الماسكة الذي للمعاء (480) عن مسك الكيلوس ريثما يجذب الكبد ما هو محتاج إلى جذبه؛ وإما لسدة في * الماسريقا (481) ؛ وإما لذوبان في الأعضاء. وأما أجزاؤه * فإنها (482) متى كانت متشتتة دل على تشوش فعل دافعة المعاء أي على رياح حاصلة في تجويف * المعاء (483) . ومتى كانت متشابهة كانت لأضداد ذلك. وأما مقداره فهو أن يكون بمقدار ما يرد إلى البدن من الغذاء. وذلك لأنه متى كان أكثر من ذلك دل على ذوبان الأعضاء وعلامته جموده، أو * على (484) اندفاع أخلاط طبيعته محتاج إليها أو على ضعف ماسكة المعاء أو المعدة. والفرق بينهما سنذكره. وإذا كان أقل دل على قصور الدافعة * عن (485) دفع ما هو محتاج إلى دفعه أو على قلة ما ينصب إلى المعاء من الصفارء. وأما عدد مراته فهو أن يكون * بالليل (486) والنهار مرتين أو ثلاثة أو مرتين بالنهار ومرة وقت السحر. أما مرتين بالنهار فلأن عادة الإنسان استعمال الغذاء في النهار مرتين وقت عرفت أن البراز فضلة الهضم الأول. وأما مرة وقت السحر فلأن الطبيعة تقوى في الليل فتستوعب القوة المميزة بدفع الفضلات التي في المعاء لا سيما وفي مثل هذا الوقت تدفع الطبيعة ما يبقي من فضلات الدم عند كمال الهضم الرابع إلى جهة المعاء ويخرج مع البراز. وأما وقت خروجه فهو أن يكون في الوقت الذي ينبغي وهو الوقت المعتاد فإن تقدم خروجه دل على أن الغذاء لم يلبث في المعدة المقدار الذي يقع فيه تمام الهضم. وذلك لآفه في القوة الماسكة التي لها أو في ماسكة المعاء ولتوفر الصفراء المنصبة إلى جهة المعاء، غير أنه إن كان مع سرعة خروجه غير منهضم فهو لضعف ماسكة * المعدة وإن كان منهضما فهو لضعف ماسكة (487) المعاء. * وإن تأخر (488) خروجه فهو إما لآفة في المعدة أو في المعاء. أما المعدة فهو عند ضعف هاضمتها * فإنها (489) متى كانت كذلك لم تقو على هضم الغذاء إلا في زمان أطول من الطبيعي، وعند ضعف دافعتها فلا تقوى على دفعه وإن وقع الهضم. وأما المعاء فهو عندما تكون دافعتها ضعيفة بحيث أنها لم * تقو (490) على دفع ما في تجويفها في وقته وإما لقلة ما ينصب إليها من الصفراء وذلك إما لضعف دافعتها وإما لسدة في مجاريها. وأما لونه فهو أن يكون معتدلا أي أترجي اللون لأن مثل هذا اللون يدل على نضج معتدل وعلى أن الصفراء المنصبة إلى جهة PageVW5P072B المعاء بقدر الحاجة. وأما رائحته فهو أن لا يكون عديم الرائحة لأن ذلك يدل على قوة البرد ولأقوى النتن ظاهر لأن ذلك يدل على قوة العفن بل يكون معتدلا بين ذلك. فمتى كان البراز بهذه الصفات كان محمودا دالا على جودة القوى وصحة آلات الغذاء.
البحث الثالث:
في دلالة البراز. البراز له * دلالتان (491) دلالة ذاتية ودلالة عرضية. فالذاتية تدل على أحوال المعاء والمعدة والكبد وبالجملة آلات الغذاء لأنها هي المميزة له والفاعلة في تكوينه * فإنه (492) متى كان كيلوسا دل على ضعف ماسكة المعاء PageVW1P032A وضعف جاذبة الكبد وسدة في الماساريقا. ولنا في هذا كلام حسن ذكرناه في شرحنا لكليات القانون * ولنعده (493) هاهنا فنقول: كيلوسة البراز تارة تكون لضعف جاذبة الكبد بحيث أنها لم تستقص جذب ما هو محتاج إليه من صفو الكيلوس. وقد يكون لصغر الكبد فإنها قد تبلغ في الصفر إلى أن تصير كالكلية على ما ذكره الشيخ * الرئيس (494) في القانون ونقله عن الفاضل جالينوس. ولا شك أن الكبد متى * كانت (495) كذلك لم يقدر عله جذب صفو الكيلوس بالكلية. وقد يكون لسدة في الماسارياقا بحيث أنها تمنع صفو الكيلوس من النفوذ. وقد يكون لضعف ماسكة المعاء على ما عرفته مرارا. ولنذكر الفرق بين ذلك. أما بين ضعف جاذبة الكبد وصغر جرمها فمن وجوه أربعة. أحدها أن الكائن للصغر يحس فيه برياح كثيرة في الجانب الأيمن وثقل هناك بسبب ضغط المنجذب إليها لها وضعف قواها الفاعلة عن المنفعل الوارد عليها بخلاف الكائن لضعف الجذب. وثانيها أن الكائن للصغر تكون الأصابع معه قصيرة على ما شهدت به الفراسة-وستعرف هذا-بخلاف الكائن لضعف الجذب. وثالثها أن الكائن للصغر تكثر معه السدد والأورام في الكبد. وذلك لتراكم المواد وكثرتها في الكبد بخلاف الكائن لضعف الجذب. ورابعها أن الكائن للصغر ينتفع صاحبه باستعمال المدارت والمسهلات الخفيفة بخلاف الكائن للجذب. والفرق بين ذلك وبين الكائن لضعف ماسكة الأمعاء أن في ذلك يحس بثقل في أسفل الجوف عند انحدار الكيلوس من المعدة. وذلك لأنه يبقى محتبسا فيها لصحة قواها الماسكة وهو في نفسه متوفر المقدار لقلة المنجذب إلى جهة الكبد بخلاف الكائن لضعف الماسكة فإنه لا يحس فيه بثقل في أسفل في المعاء. وأما الكائن لسدد في الماساريقا فإنه يحس فيه بثقل في أسفل الجانب الأيمن تحت الكبد. هذا متى كانت السدة في آخر الماساريقا. وأما متى كانت السدة في أول الماساريقا وهو ما قرب من المعاء فإنه يعسر علينا الفرق بين هذا النوع وبين الكائن لضعف الجذب. والذي يمكن أن يقال في هذا إن الفرق بين ذلك * بما (496) يظهر من النفع PageVW5P073A بعد ما يستعمل من المعالجة. وهو أن صاحب ذلك متى * انتفع (497) بالمفتحات فهو للسدد، ومتى * انتفع (498) بالقوابض العطرية فهو لضعف الجذب. وأما دلالة البراز العرضية فكدلالته على أحوال باقي الأعضاء فيما يندفع إليه من فضولها.
البحث الرابع:
قال أبقراط في ثانية تقدمة المعرفة: ومن البراز الدال على الموت البراز الأسود والدسم والأخضر والمنتن. وأما البراز المختلف الألوان فيدل على طول المرض وليس يدل على الهلاك كما تدل * عليه (499) الأصناف الأخر. أقول: أما الأسود فدلالته على شدة الاحتراق أو على استيلاء * برد مجمد (500) . وقد يدل على استيلاء الطبيعة ودفعها اللمواد السوداوية على سبيل البحران أو على تناول شيء صابغ كالمري والخيارشنبر. وليس مراده * هذين (501) . والفرق بين هذين النوعين * وبين (502) الأولين أن النوع الأول من * النوعين الآخرين (503) تعقبه خفة وراحة عند خروجه ويكون خروجه في يوم باحوري. والثاني منهما سببه يدل عليه بخلاف الأولين. وأما الفرق بين الكائن للاحتراق وبين الكائن للجمود فمن وجوه أربعة أحدها أن * الكائن للاحتراق لونه مشرق والكائن للبرد المفرط لونه كمد. والثاني أن (504) الكائن للاحتراق له رائحة قوية حادة والكائن للبرد رائحته دون ذلك. الثالث أن الكائن للاحتراق يتقدمه براز أصفر والكائن للبرد براز كمد. الرابع أن الكائن للاحتراق يكون متشتت القوام والكائن للبرد مجتمع القوام. وأما الدسم فيدل على استيلاء الذوبان. ومن علامته * جموده (505) عند خروجه. وأما الأخضر فيدل على استيلاء الكراثية وهي حارة. وأما * المنتن (506) فدلالته على العفونة وصار المختلف الألوان يدل على طول المرض لوجهين أحدهما لتحير الطبيعة في النضج والثاني للكثرة الإغذاء أو المقاومين.
البحث الخامس:
قد علمت أن البراز منه طبيعي ومنه غير طبيعي فالطبيعي أجوده المتشابه إلأجزاء المتصلة لدلالته على استيلاء القوة المغيرة على التغير وكمال نضجه بحيث * أنها (507) لم تعجز عن تغيير شيء من أجزائه. والغير الطبيعي ينقسم إلى نوعين: مختلف الأجزاء ومتشابهما. والثاني أردأ من الأول لدلالته على عموم الذوبان واستيلاء الحرارة على كل جزء من أجزاء البدن بخلاف المختلف الأجزاء.
البحث السادس:
ناپیژندل شوی مخ