شرح فصول ابوقراط
شرح فصول أبقراط
ژانرونه
الشرح هاهنا مباحث ثلاثة.
البحث الأول
في الصلة: وهو أن الفصل الماضي يتضمن الانتقال من مرض رديء إلى مرض رديء، وهذا يتضمن ذلك فإنه ذكر فيه الانتقال من التقيح إلى السل، أو يقال إنه لما تقدم منه ذكر شيء من أسباب السل وهو نزلة رديئة من الذبحة أو نفث دم ذكر في هذا الفصل سببا آخر وهو احتباس PageVW5P204B مادة ذات الجنب المندفعة إلى تجويف الصدر المعبر عنه بالتقيح، فإن مثل هذه المادة إذا لم تنق بالنفث في أربعين يوما قرحت الرئة وأكلتها بحدتها وبورقيتها وأوقعت في السل.
البحث الثاني:
لفظة التقيح في عرف الطب تطلق ويراد بها معنيان: * أحدهما (241) كل ورم أخذ في الجمع وتوليد المدة، وثانيهما امتلاء فضاء الصدر مدة، أو أحدهما. وأكثر حدوث هذا المرض من انفجار ورم في نواحي الصدر. وقد يحدث من مواد تقطر من الدماغ أو انفجار ورم حادث * من (242) خوانيق، ومآل هذا التقيح إلى * أحد (243) أربعة أشياء: أحدها أن يخنق بالكثرة * فيقتل (244) ، ويتقدمه ضيق نفس من غير نفث؛ وثانيها أنه يعفن الرئة ويقرحها ويوقع في السل؛ وثالثها أن يخرج بالنفث المتدارك؛ ورابعها أن تندفع المادة إلى الكبد في الوريد الشرياني وهو أن يداخل هذه المادة جوهر الرئة ثم يخرج من العرق المذكور إلى الكبد. فإن كان اندفاعها إلى محدبها خرجت بالبول، وإن كان إلى مقعرها خرجت بالإسهال. وتعرف هذه الاندفاعات من قوة العليل ومن السن ومن الفصل ومن * المزاج (245) . والمشائخ يهلكون في التقيح أكثر من الشبان لضعف قواهم وقلوبهم، والشبان يهلكون في التقيح من وجه آخر وهو من جهة قوة حسهم.
البحث الثالث:
PageVW1P135A المادة القيحية عند ميلها في ذات الجنب إلى فضاء الصدر يقارنها سعال وضيق نفس وحمى دقية إلى * وقت (246) الاستنقاء. وأما علامة الجهة التي فيها المدة فتعرف من وجوه سبعة: أحدها أن يوضع على الصدر خرقة مغموسة في طين أحمر مذاب في الماء ويترك ساعات إلى حين يجف فأي * جانب (247) جف أولا ففيه المادة؛ وثانيها من جهة الثقل فأي * جانب (248) أحس فيه بثقل ففيه * المادة (249) ؛ وثالثها من جهة الخضخضة وهو * أنه (250) أي جانب أحس فيه بخضخضة عند الحركة والاضطجاع ففيه المادة؛ ورابعها أن يؤمر العليل بالنوم على أحد الجانبين ثم على الجانب الآخر فأي جانب أحس فيه عند النوم بشيء معلق ففيه المادة؛ وخامسها من جهة صوت المادة وحركتها فأي جانب أحس فيه بسمع ففيه * المادة (251) ؛ وسادسها من جهة كثرة العرق الخارج من أحد جانبي الصدر فإنه أي جانب كان العرق الخارج منه أكثر PageVW5P205A ففيه المادة؛ وسابعها من جهة ضيق النفس فإنه متى كان في أحد الجانبين أكثر من الجانب الآخر ففيه المادة. وجعل مدة الاستنقاء من يوم الانفجار أربعين يوما لأنه آخر مراتب الأمراض الحادة. والله أعلم.
16
[aphorism]
قال أبقراط: الحار يضر من أكثر من استعماله هذه المضار يؤنث اللحم ويفتح العصب ويخدر الذهن ويجلب سيلان الدم والغشي ويلحق بأصحاب ذلك الموت.
ناپیژندل شوی مخ