شرح فصول ابوقراط
شرح فصول أبقراط
ژانرونه
خروج الدم والقيح من القضيب تارة يكون لقرحة في الكلى والمثانة، وتارة يكون لقرحة في الحالبين، وتارة يكون لانفجار قرحة في الكبد، وتارة يكون لانفجار قرحة فيما هو أعلى من ذلك كما ذكرنا في ذات الجنب وذات الرئة، غير أن مراد أبقراط بذلك الخارج من الكلى والمثانة فقط لأن الحاصل من جهة قرحة القضيب يكون خروجه قبل البول وبعده ومعه. وأبقراط يقول من كان يبول دما وقيحا والخارج من الحالبين يكون لمرور حصاة خشنة بالمجرى المذكور عند انحدارها من الكلى إلى المثانة غير أن هذا يكون نادر الوقوع. وأبقراط يقول من كان يبول وهذه اللفظة تعطي كثرة المرار والخارج من الأعضاء العليا يكون قليل الوقوع. ولفظة أبقراط كثرة المرار كما ذكرنا فإنه فرق بين قولنا من كان يبول وبين قولنا من بال فإن الأول يفهم منه من تكرر ذلك منه والثاني يفهم منه من وجد ذلك منه مرة أو مرارا قليلة. ولا شك أن الخارج مما هو أعلى من الكلى والمثانة يكون خروجه يومين أو ثلاثة لأنه بحران والحركة البحرانية انقضاؤها سريع (961) وأيضا فإن الخراج من هذه الأعضاء يكون قيحا فقط. وأبقراط قد قال دما وقيحا لأن اندفاع مادة الأعضاء المذكورة إلى جهة البول على سبيل البحران وهذا كائن بعد نضج المادة ونضج المواد المورمة بصيرورتها قيحا فيكون PageVW5P108A الخارج منها قيحا فقط (962). وإن خرج دما مختلطا (963) بالدم الحاصل في العروق فلا يخرج مع البول سوى القيح فقط. ولما كان حال بول الدم والقيح كذلك أي اجتماعهما، خصص كلامه بالكلى والمثانة. أما الدم فلانبثاق بعض عروق العضوين المذكورين. وأما القيح، فلانفجار الورم فإنه دائما يخرج منه ذلك لأنه تطول مدته على ما سنبينه. ويفرق بين القيح الخارج من الكلى والخارج من المثانة بوجوه خمسة. أحدها أن الخارج من الكلى يكون معه وجع في القطن. والخارج من المثانة يكون معه وجع في العانة. وثانيها أن الخارج من الكلى يكون مقداره أكثر من مقدار الخارج من المثانة لأن دم الكلى أكثر من دم المثانة للحمية الكلى وعصبية المثانة. وثالثها أن الخارج من الكلى يكون اختلاطه بالمائية أكثر من اختلاط الخارج من المثانة. وذلك لبعد * المسافة إلى المثانة (964). ورابعها أن الخارج من الكلى يكون أقل نتنا من الخارج من المثانة لما ستعرفه بعد. وخامسها أن القطع الخارجة من جهة الكلى لونها مائل إلى الحمرة والخارجة من المثانة لونها مائل إلى البياض.
البحث الثالث:
قرحة آلات البول طويلة المدة وذلك لدوام جريان المائية ومرورها بها ولذعها لها بما فيها من الحدة والجلاء. ولا شك أن ذلك مما يمنع القرحة من الالتحام فإن كانت حاصله في المثانة، كان ذلك فيها لوجوه ستة. أحدها لما ذكرنا من مرور المائية بها. وثانيها لصلابة جرمها والصلابة مما يعين على بطء الالتحام. وثالثها لعصبية جرمها فتكون شديدة التألم، PageVW5P108B وشدة الألم مما يعين على جذب المادة وكثرة المادة مما يعين على بطء الالتحام. ورابعها لقلة دمها فإن عروقها ضيقة جدا وهي مع ذلك مداخلة في جرمها وقلة الدم مما يوجب بعد الالتحام. وخامسها بعد موضعها عن مورد الأدوية فإنها لا تصل إليها إلا وقد مرت بأعضاء كثيرة وذلك مما يضعف قوتها وإذا وصلت إليها وهي كذلك لم تعمل فيها العمل المطلوب. وسادسها وضعها في أسافل الأعضاء وقد علم في الأسباب الكلية أن من جملة الأسباب المعينة على انصباب المادة كون العضو في أسافل البدن، لا سيما متى كان ضعيفا. فإن ذلك يكون آكد في ميل المادة إليه. فهذا هو العلة في طول مدة جريان ما يجري من آلات البول من الدم والقيح معا، بخلاف الخارج مما هو أعلى منها في باقي * أعضاء البدن (965).
البحث الرابع:
قد جاء في بعض النسخ من يبول دما وقيحا وفي بعضها دما أو قيحا بزيادة الألف فمن أراد أن يدخل بول الدم والقيح الخارج من انفجار أورام الأعضاء العليا في الفصل المذكور وينقض تخصيص أبقراط ذلك بقرحة الكلى والمثانة، اختار النسخة التي فيها الألف، غير أن هذا النقص لا يرد على كلام أبقراط فإنه قال من كان يبول وليس قول من يقول من كان يبول (966) دما وقيحا، فإنه إذا انفجر خراج إلى ناحية آلات البول حصل بول القيح والدم يومين أو ثلاثة فقط. وأما طول مدته أو شهرا، فإن ذلك خاص بقرحة آلات البول كالكلى والمثانة في الأكثر. ومن اختار أن يخصص حكمه في ذلك بالكلى والمثانة PageVW5P109A اختار النسخة التي هي خالية من الألف، وهي الحق، لأنه أنسب بقوله من كان يبول فإن تكرار ذلك البول أياما طويلة ليس هو إلا من الكلى والمثانة. والكائن من هذين العضوين هو الذي يكون (967) اجتماع بول الدم والقيح فيهما، والله أعلم.
75
[aphorism]
قال أبقراط: من كان في بوله وهو غليظ قطع لحم صغار أو بمنزلة الشعر فذلك يخرج من كلاه.
[commentary]
الشرح: هاهنا مباحث سبعة.
ناپیژندل شوی مخ