شرح فصول ابوقراط
شرح فصول أبقراط
ژانرونه
الشرح هاهنا مباحث تسعة.
البحث الأول
في الصلة وهو أن لفظة العبيط المراد بها عند جالينوس معنيان أحدهما شدة الغلظ وثانيهما اختلاف القوام وتشتته حتى يرى فيه قطع كبار منحازة. وعند المتأخرين هو الدم الغليظ على ما صرح به ابن أبي صادق في شرحه لهذا الفصل. والتشنج بظهر فيه بول بالمعنيين جميعا. أما (713) على ما قاله جالينوس فلوجهين أحدهما لذهاب لطيف المادة وترقيقها بسبب الحركة التشنجية وثانيهما * أن التشنج في الأكثر على نوعين امتلائي واستفراغي فإن كان امتلائيا فإن المواد فيه قد داخلت (714) خلل العضو ومنافذه. ولا شك أن تداخل لطيف المادة لتلك المنافذ أسهل من تداخل غليظها لها فحينئذ يكون القدر المتبقى من المادة في تجويف العروق وهو الغليظ منها. وإن كان استفراغيا فسببه ذهاب شيء من رطوبات البدن. ولا شك أن إذهاب اللطيف على الطبيعة أسهل من إذهاب الغليظ فيكون القدر المتبقى من المادة في تجويف العروق ما غلظ منها. فإذا اندفعت المواد المذكورة مع المائية غلظت قوامها. وأما ما قاله المتأخرون في (715) أمر العبيط فإن التشنج كثيرا ما يبول صاحبه فيه دما ويكون مع ذلك غليظ القوام. أما الأول فلانفزار بعض الأوردة. وأما في الامتلائي فلتمديد أجزاء العروق بسبب مداخلة المادة لها ثم تفرق اتصالها كذلك. وأما في الاستفراغي PageVW5P073B فلاجتماع أجزائها بهعضها إلى بعض بسبب ذهاب الرطوبات المالية لخللها. وأما الغلظ فلفناء لطيف المادة ورقيقها بسبب الحركة التشنجية مطلقا فداخله (716) اللطيف منها لخلل العضو في الامتلائي ولذهاب ذلك في الاستفراغي فإن اللطيف من المادة قبوله لذلك أسهل من قبول الغليظ له. وقال شبيه بالعبيط * ولم يقل عبيط. أما على قاله جالينوس فلأن المواد في بدن المتشنج قليلة فلم يكن لها مقدار بحيث أنها إذا خرجت ملأت القارورة بل غيرت قوام البول إلى أن صار شبيها بالعبيط (717) أو بالمتشتت. وأما على ما قاله المتأخرون فلقلة الدم لما ذكرناه وقد جاء في بعض النسخ عوض قوله شبيها بالعبيط شبيها بالحمأة أي غليظا نتنا. والنسخة الأولة أصح لأن أبقراط لم يرد بقوله هذا البول الغليظ النتن بل البول اليسير الغليظ النتن (718) فقط على مما قد ظهر لنا مما قد وصفه فيما تقدم وصفه فيما بعد هذا وهو قوله إذا بال بولا كثيرا رقيقا انتفع به ولم يقل خاليا من النتن.
البحث الثاني
قوله من كان بوله غليظا نقول البول يستدل به على أحوال البدن من وجوه ستعرفها. وقد ذكر أبقاط منها في هذا الفصل المأخوذ من القوام. ونقول القوام منه غليظ ومنه رقيق ومنه معتدل. والفرق بين الغليظ والكدر أن الغليظ متشابه الأجزاء والكدر غير متشابه بها. ولذلك لا يمنع من روية ما وراء القارورة. والفرق بين الغليظ والرقيق من وجوه ثلاثة أحدها أن الغليظ حركة قليلة بطيئة وذلك لمقاومته للمحرك PageVW5P074A والرقيق بعكس ذلك. وثانيها أن الغليظ إذا حرك كانت نفاخاته كثيرة وذلك لقبول أجزائه لتمديد الريح بسبب غلظها واتصال أجزاء التمدد بعضها ببعض. والرقيق إذا حرك كانت نفاخاته صغيرة لعكس ما ذكرنا. وثالثها أن الغليظ إذا حصلت فيه نفاخات عند تحيركه كانت بطيئة الانفقاء وذلك لغلظ الأجزاء الممددة (719) ونفاخاة الرقيق بعكس ذلك. ثم البول الغليظ تارة يكون كثير المقدار وتارة يكون قليل المقدار وتارة يكون معتدلا. وكثرته تارة تكون إما لكثرة المادة وإما PageVW1P118A لقوة القوة على دفع المادة. وقلته يكون لعكس ذلك والمعتدل للاعتدال والغليظ اليسير المقدار لا يحصل إلا لمن كان في بدنه بقية من المرض أي الناقه الغير تام في ذلك. ولذلك خصص كلامه بذلك (720) لأن ما ليس بمريض بوله ليس بغليظ بل معتدل في مقداره ولونه أيضا والمريض بوله غليظ كثير المقدار. أما الغلظ فلفجاجة المادة في مبدأ مرضه ونضجها فيما بعد ذلك. والكل يصلح أن يطلق عليه لفظ الغلظ بالنسبة إلى الرقيق. وأما الكثرة فلرقة المواد الغليظة المحتبسة وخرجها مع البول وذكر أبقراط الحمى هاهنا على سبيل المثال لأنها أكثر الأمراض حدوثا وإلا فقد يحصل البول فيمن ليس بدنه نقي من مادة وجع النسا ووجع الظهر وبالجملة الأمراض المادية (721) التي ليس معها حمى (722).
البحث الثالث
قوله (723) فإذا (724) بال بولا رقيقا كثيرا انتفع به معناه أن كل من انتشل من مرضه ولم يكن قد نقي منه نقائا تاما فإن ذلك PageVW5P077B يدل على أن في بدنه بقايا يسيرة من المواد مرضه ولم يكن قد نقي منه نقاء تاما. وذلك إما لتقصير وقع في الاستفراغ الصناعي وإما لضعف القوة البدنية عن دفع المادة كما في البحارين النافصة. وذلك إما لغلظ قوامها وإما لكثرة مقدارها فإن من كان حاله كذلك فإنه إذا بال بولا كثيرا رقيقا فإن بقايا مرضه يزول وينقى * من مرضه (725) فإن كثرة البول تدل على خروج ما ينقى من بدنه من مواد مرضه لأنها متى خرجت كثر مقداره وأما الرقة فالمراد بها الاعتدال في القوام فإن القوام المعتدل لا شك أنه رقيق بالنسبة إلى الغليظ.
البحث الرابع
قوله وأكثر من يبول هذا البول من كان برسب في بوله منذ أول مرضه أو بعده بقليل ثفل معناه أن البول الغليظ الشبيه بالعبيط اليسير المقدار أكثر من يبوله من كان يرسب في بوله في ابتداء مرضه أو بعده بقليل ثفل لأن ظهور الثفل في مبدأ المرض ليس هو للنضج بل لغلظ المادة وأرضيتها فيهبط إلى أسفل البول ومرض تكون مادته كذلك فإن بحرانه يكون في الأكثر ناقصا لأن الطبيعة تعجز عن دفع هذا المادة عن جملة البدن دفعا تاما فيبقى شيء منها في البدن وتحتاج إلى (726) تعاوده في المداواة. ولنبسط الآن القول في البول فإن أبقراط قد أخذ من هاهنا في الكلام في الاستدلال به.
البحث الخامس
ناپیژندل شوی مخ