شرح فصول ابوقراط
شرح فصول أبقراط
ژانرونه
[commentary]
الشرح هاهنا مباحث أربعة.
البحث الأول
في الصلة وهو أنه لما سبق منه ذكر مرض من الأمراض التي يتضرر فيها الدماغ وهو البرسام وذكر فيه العلامات الرديئة المنذرة بالموت أعقبها بذكر علامة أخرى رديئة وهي سيلان الدموع من غير إرادة من (541) المريض ثم أطلق الحكم فقال بل (542) وفي جميع الأمراض فإن ذلك رديء لدلالته على ما سنقوله (543).
البحث الثاني:
سيلان الدموع في المرض على نوعين. منه ما يكون * بإرادة المريض، ومنه ما لا يكون بإرادته. والأول على نوعين منه ما يكون (544) لورود ما يغمه ويحزنه، ومنه ما يكون لنكايته وحزنه لاستشعاره بالموت. والثاني منه ما يكون لرمد في العين ومنه ما يكون لخشونة في جفنها ومنه ما يكون لنبات شعر داخل الجفن ومنه ما يكون لضمور لحم الموق ومنه ما يكون لرطوبات مستولية عليها ومنه ما يكون لضعف قواها الماسكة عن مسك رطوباتها وذلك لاشتغال القوى بمقاومة الآفة الدماغية والبدنية. فقوله «إن كان سيلان الدموع PageVW5P056B عن الإرادة ليس ذلك بمنكر» إنما قال «ليس بمنكر» ولم يقل «ليس برديء» وذلك لأن بعض ذلك دليل رديء وهو الكائن لنكاية والاستشعار. ولذلك عبر بما ذكره وقوله إن كان عن غير إرادة (545) فذلك أردأ أي بالإضافة إلى ذلك وذلك لأن اشتغال القوى وسيلانها إلى جهة الدماغ أو إلى جملة البدن لمقاومة آفة (546) وتحليلها لتدبير أعضائه (547) دليل على قوة الآفة. ولا شك أن هذا أردأ من الأول لأن الأول قد يكون لاستيلاء السوداء على البدن وإحداثها خيالات فاسدة أوجبت ذلك. ومما ذكرنا يعلم أن النسخة التي جاء فيها «أردأ» أصح من النسخة التي جاء فيها «رديء (548)» خلافا لما قاله جالينوس فإنه قال في شرحه لهذا الفصل إن ذكر المقايسة * هاهنا وهو قوله أردأ غلط من الناسخ الأول من قبل أبقراط والحق عندي أن المقايسة (549) كانت مذكورة في كلام أبقراط وإن إسقاطها من الناسخ الأول لأنه لم يفهم كلام أبقراط على ما ينبغي وهو ما ذكرنا.
البحث الثالث:
الدموع التي تجري في الحميات (550) بغير إرادة (551) قد تكون من عين واحدة وقد تكون من الاثنين والأول أردأ من الثاني لدلالته على نقصان الرطوبات وذهابها بحرارة الحمى بحيث أنه لم يبق منها ما يعم الاثنين بل ما يخص الواحدة دون الأخرى PageVW1P113A .
البحث الرابع:
قال جالينونس (552) جريان الدموع بغير إرادة إذا لم يكن لعلة خاصة بالعين فذلك لضعف ماسكة العين. قال الرازي (553): ولو كان ذلك لضعف الماسكة للزم من ذلك أن يسيل العرق البارد والبول والبراز والفضول PageVW5P057A كلها لا سيما فضول الدماغ كالمخاط وما يخرج من أعلى الحنك. قال بل العلة في ذلك أن العين إذا بقيت مفتوحة زمانا طويلا بلا طرف تقلصت اللحمة التي في المآق وخرجت الدموع. والجواب عن هذا أنه قد علم أن لكل واحد من الأعضاء طبيعة خاصة غير طبيعة العضو الآخر ولكلها طبيعة عامة. فالخاصة مثل أن يكون في كل واحد منها قوة جاذبة وهاضمة وماسكة ودافعة. وإذا كان كذلك فلا يلزم من ضعف ماسكة عضو آخر لأنها غيرها. وهذا القدر الذي ذكره إنما يلزم أن لو فرضنا ليس لها طبيعة خاصة البتة، * والله أعلم (554).
ناپیژندل شوی مخ