شرح فصول ابوقراط
شرح فصول أبقراط
ژانرونه
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث (528) في حمى غير مفارقة رداءة فى التنفس واختلاط فى العقل فذلك من علامات الموت. (527)
[commentary]
الشرح هاهنا بحثان.
البحث الأول
في الصلة وهو أن الفصل المتقدم لما كان يتضمن تشنج ما قرب من الدماغ على ما عرفت ذكر في هذا الفصل علامات رديئة حاصلة في الورم المذكور.
البحث الثاني:
مراده بالمرض المذكور ههنا البرسام وذلك لأنه ذكر أعراضه وذكر (529) الحمى اللازمة ورداءة التنفس واختلاط العقل. فلما ذكر هذه علم من ذكره لها أن مراده بالمرض المذكور هاهنا بالبرسام لأن الأعراض دالة على الأمراض والبرسام ورم حار يحدث في الغشاء المسمى أفرغما وهذه اللفظة فارسية والسرسام (530) أيضا ورم حار يحدث في أحد غشائي الدماغ أو في جرمه، خلافا لالرازي. وهذه اللفظة * أيضا فارسية (531) والسر هو الدماغ، والسام هو الورم، والبر هو الصدر والسام هو الورم. وهذا المرض يلزمه من الأعراض ما ذكره. أما الحمى فلأن الورم حادث عن مواد حادة عفنة. وذلك لأن الغشاء الصفاقية لا ينفذ فيه شيء من المواد إلا ما لطف منها. وكذلك الحال في ذات الجنب على ما ستعرفه. وأيضا لكون الآفة حالة في محل شريف فتجتهد الطبيعة في دفعها والاجتهاد حركة وهي مسخنة. وأيضا فإن PageVW5P055A القلب يتضرر بالمشاركة والمحاذاة ومن جهة اختلال التنفس على ما ستعرفه. وأما رداءة التنفس فلتضرر الأعصاب المحركة للصدر لتضرر مبادئها بالمشاركة. وأيضا فإن القوة الإرادية يتعذر عليها النفوذ عند ذلك في آلاتها. وعند ذلك تختل حركة التنفس PageVW1P112B بمعنى أنها لم تبسط الصدر على ما ينبغي وصار حال التنفس في المرض المذكور كذلك. وذلك لأن الأطباء اختلفوا في المحرك له فذهب جالينوس على ما ذكره في كتابه المعنون بحركة التنفس وصاحب الكامل من المتأخرين إلى أن المحرك له قوة إرادية آتية إليه من الدماغ في الأعصاب الناشبة منه المتصلة بعضلاته. وله أن يستدل على صحة هذا بتصرفنا في حركته فإن لنا من القوة أن نطوله ونقصره ونمسكه زمانا ما. ولمعتقد أن يعتقد أن المحرك له قوة طبيعية وله أن يستدل على صحة ذلك بحركته في حال الغفلة والذهول فإن القوة الإرادية تبطل في ذلك الوقت. وذهب الشيخ إلى أن المحرك له قوة إرادية وطبيعية وهو الحق وله أن يستدل بما ذكرنا. وإذا صح هذا فهو محتاج إلى القوة الإرادية فإذا تضرر المبدأ لهذه القوة، تضررت القوة المذكورة فيتضرر التنفس. وأما اختلاط الذهن فلتضرر الدماغ الذي هو محله. وصارت هذه العلامات في المرض المذكور منذرة بالموت. وذلك لدلالتها على قوة السبب والبرسام أعراضه شبيهة بأعراض السرسام. والفرق بينهما من وجهين أحدهما أن السرسام يتقدم فيه اختلاط الذهن على ضرر التنفس والبرسام بعكس هذا. وثانيهما أن السرسام لا تكون الحمى معه قوية كما في البرسام PageVW5P055B . وذلك لقرب الآفة من القلب في السرسام وبعدها عنه في السرسام. وقد ذكرنا في هذا كلام طويل في شرح قوله إذا كان البول مشتفا (532) أبيض (533) فهو رديء، وخاصة في الحميات التي يكون معها ورم الدماغ.
51
[aphorism]
ناپیژندل شوی مخ