223

[aphorism]

قال أبقراط: اختلاف الدم إذا كان ابتداؤه من المرة السوداء فتلك من علامات الموت. (337)

[commentary]

الشرح هاهنا مباحث أربعة.

البحث الأول

في الصلة: وهو أنه لما ذكر أحكام المرة السوداء من حيث هي مرض، ذكر في هذا الفصل أحكامها من حيث هي سبب. فكأنه (338) قال: فكما (339) أنها رديئة من حيث هي مرض كذلك هي رديئة من حيث هي سبب، ولذلك صار PageVW1P105B إسهال الدم الحادث عنها رديئا من قبل أنه يدل على تمكن السبب الموجب لها (340).

البحث الثاني:

المفهوم من كلامه هذا أن مراده بالمرة السوداء الموجبة للإسهال الدموي الاحتراقية لا الجمودية * فإن الجمودية (341) خالية من الحدة واللذع والجرد المترتب عليه إسهال الدم بخلاف الاحتراقية فإن هذه جميعها حاصلة فيها. ولذلك صار لها بريق وتغلي منها الأرض، فمثل هذه المرة إذا طال زمان ومرورها بالمعاء فإنها تلذعها أولا ثم تجردها ثم تسحجها ثم توقع في الاختلاف المذكور. ومثل هذا المرض يسمى في عرف الطب الدسنطاريا المعوية. وقد عرفتها وعرفت الفرق بينها وبين الكبدية في المقالة الثالثة في شرح قوله وأما في أوقات السنة فأقول إنه متى كان الشتاء قليل المطر شماليا.

البحث الثالث

في بيان دلالة الاختلاف المذكور على الموت. وذلك من وجهين أحدهما من جهة السبب من حيث هو سبب فإن خروج المرة السوداء في ابتداء المرض PageVW5P030B وفي غيره دليل رديء على ما عرفت. وثانيهما من جهة الاختلاف فإن فيه أحجافا بالقوة من جهة خروج الدم ومن جهة تواتر القيام وشدة الألم. ولما كان حال (342) المرض المذكور كذلك قال (343) فإن فتلك علامات الموت.

ناپیژندل شوی مخ