شرح فصول ابوقراط
شرح فصول أبقراط
ژانرونه
البحث الثالث:
العرق يحدث من رشح الرطوبة المائية المخالطة للدم، وله أسباب أربعة: أحدها حركة عنيفة تسيل الرطوبات وتفتح المسام وتحرك الرطوبات إلى ظاهر البدن؛ وثانيها حرارة خارجة تجذب الرطوبات إلى ظاهر البدن * وتخلخل (406) مسامه؛ وثالثها استيلاء الطبيعة على الفضول الرقيقة ودفعها لها إلى خارج كما يكون في البخارين؛ ورابعها تكاثف البخار المتحلل بالتحلل الخفي كما في حال النوم فإن الحرارة الظاهر تضعف * وتكثف (407) PageVW5P139A البخار وتعقده عرقا وتكثف المسام * الداخلة (408) لقوتها وتوفرها * بتوفر (409) تحليلها لما في باطن البدن إلى ظاهره، وكما في شرب الماء البارد عقيب الرياضة فإنه * يكثف (410) البخار الحادث بالرياضة ويعقده عرقا. وقيل في هذا أوجهان آخران: أحدهما أن الدافعة تقوى بالبرد فتدفع البخار إلى ظاهر البدن * فيتراكم (411) وينعقد ماء. وثانيهما بالمزاحمة وهو أن الماء المشروب يزاحم البخار ويدفعه إلى ظاهر البدن فيتزاكم وينعقد * ماء (412) . وهذان الوجهان ضعيفان. PageVW1P077B أما الأول * فلأنا (413) قد بينا في كتبنا المبسوطة أن البرودة لا تعين شيئا من القوى * الطبيعية (414) في فعلها الذاتي. وأما الثاني فلأنه لو كان الأمر على * ما (415) قيل لكان الغذاء أولى بذلك لأنه أغلظ جرما وأشد مزاحمة من الماء والوجود بخلافه.
البحث الرابع:
كل أثر لا يكفي في وجوه الفاعل فقط بل لا بد * أنه (416) مع ذلك من القابل. فالصيف وإن حصل فيه الفاعل للعرق الذي هو الحرارة غير أن القابل الذي هو الرطوبة معدوم فيه هذا بالنظر إلى ذاته لا إلى ما في الأبدان من المواد فإذا انضاف إلى الحرارة الرطوبة، وجد العرق. فلأجل هذا قال «إذا كان شبيها بالربيع» أي في الرطوبة. وقوله «كثير» أي بالإضافة والمضاف إليه هاهنا الصيف والربيع، والكل حق. فإن الصيف بالنظر إلى ذاته العرق فيه أقل مما هو في الربيع لقلة الرطوبة، والربيع أيضا كذلك لعدم الفواكه فيه بخلاف الصيف الشبيه بالربيع في مزاجه، فإنه مع وجود الرطوبة فيه التي هي هيولى * العرق (417) هناك رطوبة أخرى مستفادة من الفواكه، فلأجل هذا حكم بكثرة العرق في الحميات الحاصلة في الصيف الشبيه بالربيع. ومراده بالحميات الحميات الخلطية والروحية لا * الدقية (418) . ويمكن أن يقال إنما كان العرق في الصيف الشبيه بالربيع كثيرا. وذلك لأن الصيف متى كان كذلك كانت رطوبة متوفرة، وحرارة الربيع ضعيفة عاجزة عن تحليل الرطوبات البدنية المجتمعة في الأبدان في زمان الشتاء، وحرارة الصيف كيف * ما (419) كانت * فهي (420) أقوى من حرارة الربيع لأن الشمس * فيه (421) * مسامتة (422) لرؤوسنا أو قريبة من المسامتة. وقد علم أن * هذا (423) سبب لقوة التسخين فلذلك كان الصيف الكائن * كذلك (424) يلزمه كثرة العرق في الحميات. * والله (425) أعلم.
7
[aphorism]
قال أبقراط: إذا احتبس المطر حدثت حميات حادة، * وإن (426) كثر * ذلك (427) الاحتباس في السنة ثم حدث في الهواء حال يبس فينبغي أن يتوقع في أكثر الحالات حدوث هذه الأمراض وأشباهها.
[commentary]
الشرح هاهنا مباحث خمسة.
البحث الأول
ناپیژندل شوی مخ