شرح فصول ابقراط
شرح فصول أبقراط
ژانرونه
[aphorism]
قال أبقراط: الأغذية الرطبة توافق جميع PageVW3P023A المحمومين، لاسيما الصبيان وغيرهم ممن قد اعتاد أن يغتذي بالأغذية الرطبة.
[commentary]
قال عبد اللطيف: كان قد ذكر فيما سبق تدبير الغذاء بحسب الكم، وأما في هذا (527) الفصل فذكره بحسب الكيف واختصره غاية الاختصار اتكالا على فهمه مما سبق، فإن الأشياء التي ذكرها في الكم شبيه (528) بالأشياء التي ينبغي أن يذكرها PageVW0P019B في الكيف، وكان قد ذكر أن مقدار الغذاء في الكم يختلف بحسب الأسنان والأزمان والعادات وغير ذلك مما ينبغي أن يضاف إليه وينظر فيه. فكذلك كيفية الأغذية تختلف بحسب ذلك كله فإن (529) الأغذية الرطبة توافق سائر المحمومين على جهة المضادة لأن الحمى مرض حار يابس والعلاج ينبغي أن يكون بالضد، وتوافق الصبيان للمشاكلة فإن الغذاء ينبغي أن يكون مشاكلا للمغتذي، وأما الدواء فمضاد، فالغذاء الرطب للصبي (530) المحموم غذاء له بسبب المشاكلة، ودواء لحماة بسبب المضادة والمنافرة. وقوله: "وغيرهم" يريد به أصحاب العادات كأصحاب (531) الترف (532) والدعة والخفض والأمزجة الرطبة كالخصيان والنساء، فبين في هذا القول الوجيز كيف يقاوم المرض بضده، وكيف تحفظ الصحة بشكلها، وكيف يعتبر ذلك في المزاج الطبيعي والمزاج العادي، وأن العادي (533) لاحق بالطبيعي PageVW1P017B وقد اعترض على أبقراط بمستسق PageVW2P019A محموم فإن استعمال الغذاء الرطب فيه خطأ، فنقول: هذا إلزام (534) ساقط عن أبقراط لأن هذا مرض مركب ومرضان لا مرض واحد، فينبغي أن يركب له العلاج أو يقصد له قصد علاجين اثنين، فإن كان أحدهما أقوى وأخطر صرفت العناية إليه أكثر، وإن كانا سواء كانت العناية إليهما سواء. وقوله: "الأغذية الرطبة توافق جميع المحمومين". قضية (535) جزئية يريد بها قانونا كليا فأقامها (536) مقام قولنا: الأغذية ينبغي أن تكون مضادة لكيفية المرض. يريد به (537) الأغذية الباردة الرطبة وحذفه اختصارا كعادته، وإنما اقتصر على قوله: "الرطبة" لأن مقاومة الحمى بالرطب PageVW3P023B أحرى (538) من مقاومتها بالبارد اليابس، لأن من شأن الحمى تجفيف البدن، والرطب من شأنه أن يرطب اليابس ويكسر سؤرة الحار، وأما اليابس فإنه إذا كان باردا قاوم الحمى ببرده (539) فقط، وربما سدد المسام بتكثيفه فحصل احتقان فزادت الحمى نكاية. ثم أن اليابس يجفف البدن ويمنع من تحلل المادة، والرطب يرخي ويفتح ويمنع المادة ويلين البطن ويفتح المسام ويطرق لنفوذ المادة فهو نافع للمحموم على الإطلاق، واليابس ضار على الإطلاق. وأما الحار فقد يضر من (540) كونه موافقا لطبيعة المرض، PageVW0P020A وينفع من جهة تفتيحه المسام وتحليله المادة. وأما البارد فقد ينفع لمضادته (541) الحمى، وقد يضر من جهة تخديره وتفجيجه ومنعه (542) من تحلل المادة بالتجميد، فإذا حصل احتقان زادت نكاية الحمى وقويت كيفيتها.
[فصل رقم 17]
[aphorism]
قال أبقراط: وينبغي أن يعطي بعض المرضى غذاءهم في مرة واحدة، وبعضهم في مرتين، ويجعل ما يعطونه منه أكثر أو أقل (543)، وبعضهم قليلا قليلا. وينبغي أيضا أن يعطي الوقت الحاضر من أوقات السنة حظه من هذا، والبلد والعادة (544) والسن.
[commentary]
قال عبد اللطيف: PageVW2P019B لما بين لنا كمية الغذاء وكيفيته (545)، أخذ يعرفنا جهة استعماله فليس يكفينا أن يعرف (546) أن هذا المريض يعطي من الغذاء الرطب مثلا مقدار كذا حتى يعرف هل ينبغي أن يعطاه (547) المريض في دفعة واحدة أو في (548) دفعتين أو قليلا قليلا؛ فإن القوة إذا كانت محتملة وكانت عادته في الصحة احتمال ذلك أعطي غذاءه دفعة واحدة، وإن لم تكن القوة محتملة وكانت عادته في صحته (549) أن يغتذي مرتين، أعطى غذاءه في حال المرض في مرتين ويجعل ما يعطي في المرة والمرتين أقل أو أكثر بحسب القوة والحاجة والاحتمال والعادة، فإن كانت الحاجة شديدة جدا والقوة ضعيفة جدا أعطى غذاءه قليلا قليلا في مرات؛ وينبغي أن يعتبر في ذلك وفيما سبق سائر الشروط من اعتبار الوقت الحاضر والبلد والسن والعادة وغير ذلك. وإذا كانت قوة المريض ضعيفة، وحاجته PageVW3P024A إلى الغذاء شديدة أعطى غذاءه قليلا قليلا. وإذا كانت المادة كثيرة الفساد PageVW1P018A أعطى غذاءه قليلا قليلا، وإن كانت القوة قوية؛ لأن الفساد يحتاج إلى القمع والتعديل. وإن (550) كانت القوة ضعيفة وليس حال البدن حال نقصان ولا حال فساد فينبغي أن تغذو المريض مرارا (551) قليلة قليلا قليلا، فإن كانت القوة قوية وحال البدن حال نقصان أو حال (552) فساد، فينبغي أن يعطي المريض غذاء كثيرا مرارا (553) كثيرة لأن الحاجة داعية والقوة تفي بإنضاج الغذاء. فإن عاقتنا (554) كثرة النوائب عن كثرة الأوقات للغذاء، فينبغي أن يعطى ذلك المريض ذلك الطعام الكثير في مرار قليلة. وإن (555) كانت القوة قوية والامتلاء كثير (556) أعطى طعاما قليلا في مرار قليلة. فضعف القوة يوجب تفريق الغذاء، ونقصان البدن يوجب PageVW2P020A تكثير الغذاء، ووفور القوة يحتمل تكثير الغذاء، والامتلاء يوجب PageVW0P020B تقليل الغذاء، فإذا اجتمع ما يوجب الكثرة والتفريق فعل، وإذا اجتمع ما يوجب اثنين متناسبين فعل بسهولة، فإن (557) اجتمع ما يوجب اثنين متباينين (558) توسطت (559) الحال بينهما. وأما في أوقات السنة: فأما في الصيف فينبغي أن يعطي المريض غذاءه قليلا قليلا، وفي مرار كثيرة، لضعف القوة في الصيف، وكثرة ما يتحلل. وأما في الشتاء فيعطي غذاءه كثيرا في مرات أقل، أما الكثرة فلنهوض القوة، وأما تقليل المرات فلقلة تحلل الروح. وأما الربيع فينبغي أن يعطى المرضى غذاءهم فيه غذاء قليلا فيما بين أوقات طويلة، لأن الربيع شبيه بأمراض الامتلاء مع توفر القوة، ولاسيما في وسط الربيع وقرب الصيف. وأما الخريف فيشبه (560) حاله حال الأمراض التي تعرض من فساد الكيموسات، ولذلك من لم يحم في ذلك الوقت يحتاج إلى زيادة متتابعة من غذاء محمود، فإن كانت القوة قوية (561) أعطوا غذاء كثيرا في مرار كثيرة، فإن كانت القوة ضعيفة أعطوا غذاء قليلا في مرار كثيرة. وعلى هذا المثال يؤخذ الاستدلال من الأسنان PageVW3P024B ومن العادات والبلدان.
[فصل رقم 18]
ناپیژندل شوی مخ