53

[فصل رقم 103]

[aphorism]

قال أبقراط: وأما في الأسنان، فيعرض هذه الأمراض: أما في الأطفال الصغار، حين يولدون، فيعرض لهم القلاع، والقيء، والسعال، والسهر، والتفزع (210)، وورم السرة، ورطوبة الأذنين.

[commentary]

قال عبد اللطيف: لما استوفى ذكر الأوقات PageVW1P046A الأربعة انتقل إلى أمر الأسنان ودقق فيها القسمة، ولم يفعل ذلك في الأوقات اجتزاء (211) بأحدهما عن الآخر، ولأن أمر الأسنان أهم من أمر الأوقات إذ (212) كانت أقوى على توليد الأمراض وشفائها من الأوقات، وأبتدأ بالأطفال. فأما القلاع في أفواههم فيعرض للين أعضائهم وسرعة تأثرها، فإذا صادف اللبن الفم وفيه بورقية وحدة، أحدث فيه القروح. وأما القيء فلضعف معدهم وكثرة شربهم وانفساد (213) اللبن فيها. PageVW0P053A وأما السعال فلما ينال الحلق بالمشاركة من رداءة القلاع ومن فساد اللبن في المعدة، ومن غير ذلك. وأما السهر فلغلبة النوم على الأطفال، حتى أن أوقاتهم كلها نوم، فإذا قل نومهم نسبوا إلى السهر وكان مرضا، وقد يكون ذلك إذا فسد اللبن في معدهم (214)، أو نالهم وجع في الجوف يمنعهم عن الاستغراق في النوم. وأما التفزع (215) PageVW2P062B فعند فساد اللبن في المعدة واحتداده فيزعجهم (216) مرة بعد أخرى؛ وقد يعرض مثل ذلك PageVW3P061B للرجال والنساء إذا امتلؤا من طعام (217) وفسد. وأما ورم السرة فلقربها من القطع وقبل جودة الاندمال. وأما رطوبة الأذنين، فلجريان فضول الدماغ إليهما (218) فأما جريانها من المنخربين واللهوات، فيكون لسائر الأسنان، وأما جريانها من الأذنين فخاص بالأطفال للين أعضائهم وأن عظامهم - فضلا عن غيرها - أشبه بالشمع منها بالحجر، فلذلك صارت فضولهم إذا كثرت، جرت فيهم من جميع المنافذ.

[فصل رقم 104]

[aphorism]

قال أبقراط: وإذا قرب الصبي من أن تنبت له الأسنان (219)، عرض له مضيض في اللثة، وحميات ، وتشنج، واختلاف، ولاسيما إذا نبتت له الأنياب، وللعبل (220) من الصبيان، ولمن كان منهم بطنه معتقلا.

[commentary]

قال عبد اللطيف: أما المضيض فهو حكة مع ألم يسير كالدغدغة، كما يعرض للعضو المجروح والمقروح (221) إذا أخذ يندمل وينبت فيه اللحم الحي. وتعرض هذه الدغدغة في اللثة عند نبات الأسنان، كما تعرض عند نبات اللحم في القروح إذا أخذت تندمل. وأما الحميات ، فلقوة الألم والورم. وأما التشنج، فلذلك أيضا، ولضعف أعضائهم ورطوبة أدمغتهم. وأما الاختلاف فلسوء الهضم للحمى والسهر وقوة الألم ولابتلاع (222) الرطوبة البورقية الكائنة في ورم اللثة. وقوله: "ولاسيما إذا نبتت الأنياب" لأنها أقوى من الثنايا وأكبر (223)، فتجهد (224) الطبيعة أكثر * ويشق العظم واللحم أوسع، فيشتد الألم ويتبعه ما قلنا، ولأن منابت الأنياب أوسع وأكبر (225) فتجهد الطبيعة أكثر (226). وقوله: "وللعبل من الصبيان ولمن كان منهم بطنه معتقلا" لأن هؤلاء يكثر الفضل في أبدانهم. أما العبل فللعبالة، PageVW2P063A وأما المعتقل البطن PageVW0P053B فلقلة التحلل. فإذا كانت أبدانهم رطبة ممتلئة، كان التشنج إليهم أسرع لأن التشنج فيهم من رطوبة العصب. وجالينوس يرى أن قوله: "وللعبل" نسق على PageVW1P046B التشنج. أي ويعرض التشنج للعبل من الصبيان. وأما صحته (227) من جهة العربية فمن وجهين: أحدهما: أن يكون منسوقا على له، نسق الخاص على العام على جهة الاختصاص، كأنه قال: يعرض للصبي كيت وكيت، وللعبل PageVW3P062A منهم أي والعبل أخص بذلك وأولى بأن يعرض له، لرطوبة مزاجه وكثرة امتلاء أعضائه. والوجه الآخر: أن يكون منسوقا على قوله: "ولاسيما". أي ولاسيما إذا نبتت له الأنياب، ولاسيما العبل من الصبيان. وأنا أرى أن (228) قلق (229) هذا اللفظ من جهة الناقل.

ناپیژندل شوی مخ