182

قال عبد اللطيف: العبب (118) هو النفاخات (119) التي تعلو الماء كالزبد (120)، وتسمى الحبب والحباب (121) وذلك إنما يكون عن ريح غليظة تداخل رطوبة، فإن كانت الرطوبة لزجة كان الحبب أطول لبثا وأعسر انحلالا، ويقال لمعظم الماء (122) عباب (123) وحباب، والعبيبة (124) شراب المغافير (125) لكثرة زبده، ولعل العين (126) من العبب بدل من حاء (127) حبب (128) كما أبدلت منها في مواضع كثيرة، كقولهم في (129) "حتى" "عتى" PageVW2P126A لتقارب مخرجهما (130) في الحلق. وإذا كان في الكلى علة باردة، خالط البول ريح غليظة ينفش منها (131) فيحدث عنها (132) حبب (133)، فلذلك (134) صار الحبب يدل على علة في الكلى وينذر بطولها. وقوله: "وأنذر (135) منها بطول" أي في المستقبل لأن الإنذار أكثر ما يستعمل * لما يستقبل، وقد يستعمل (136) في معنى الإعلام مطلقا، فيكون قوله: "وأنذر منها بطول" أي بأن العلة قديمة قد مضي عليها زمان، وإذا قدمت العلة كانت أولى أن يحدث عنها ريح غليظة، لأن طول التحلل في المادة الغليظة يوجب ذلك.

[فصل رقم 358]

[aphorism]

قال أبقراط: ومن رؤي (137) فوق بوله دسم جملة، دل ذلك على أن في كلاه علة حادة.

[commentary]

قال عبد اللطيف: الدسم في البول والبراز يدل (138) على ذوبان شحم البدن لحرارة قوية نارية، وقد يكون ذلك من البدن كله، وقد يكون من عضو مخصوص. والدسم في البول إن كان من عضو بعيد جاء قليلا قليلا وعلى تدريج، وإن (139) كان من عضو قريب ظهر دفعة وجملة واحدة، * فلذلك صار الدسم (140) في البول إذا ظهر في (141) جملة واحدة (142) دل على أن في الكلى علة حادة تذيب شحم الكلى وترسله مع البول.

[فصل رقم 359]

[aphorism]

قال أبقراط: من كانت به علة في كلاه وعرضت له هذه الأعراض التي تقدم ذكرها وحدث به وجع في عضل صلبه، فإنه إن كان ذلك الوجع في المواضع الخارجة فتوقع خراجا يخرج به من خارج، وإن كان ذلك الوجع في المواضع (143) الداخلة فأحرى (144) PageVW3P118B أن تكون الدبيلة من داخل.

[commentary]

ناپیژندل شوی مخ