قال المفسر: وذلك أن الأبدان التي تضمر في زمان يسير (465) فإنما حدث لها ذلك (466) الضمور والقضف (467) من استفراغ الرطوبات لا من ذوبان الأعضاء الجامدة، فأما (468) الأبدان التي (469) ضمرت وقضفت (470) في زمان طويل فقد ذاب منها اللحم ودقت (471) منها ونهكت سائر الأعضاء التي B بها يكون الهضم وانتشار الغذاء في البدن وتولد الدم، فلا يقدر أن ينضج من الغذاء المقدار الذي يحتاج إليه البدن، ولذلك ينبغي أن يعاد إلى الخصب في زمان طويل.
(٨)
[aphorism]
قال أبقراط: الناقه من * المرض إذا كان ينال من الغذاء وليس يقوى به (472)، فذلك يدل على أنه يحمل على بدنه منه (473) أكثر مما يحتمل، وإذا كان ذلك وهو (474) لا ينال منه دل على أن بدنه يحتاج إلى استفراغ (475).
[commentary]
قال المفسر: بين (476) العلة بالفصل الذي أعلمنا فيه بأن البدن الغير نقي كلما غذوته زدته شرا (477).
(٩)
[aphorism]
قال أبقراط: كل بدن (478) تريد (479) تنقيته، فينبغي أن تجعل ما تريد (480) إخراجه منه يجري فيه (481) بسهولة.
[commentary]
قال المفسر: يكون ذلك بأن توسع وتفتح جميع مجاريه وتقطع وتلطف وتذيب الرطوبات التي (482) فيه إن كان لها شيء من الغلظ (483) واللزوجة.
(١٠)
[aphorism]
قال أبقراط: البدن الذي ليس بنقي (484) كلما (485) غذوته إنما تزيده شرا.
[commentary]
قال المفسر: بين أن (486) العلة وأكثر ما يكون ذلك إذا كانت المعدة ممتلئة (487) كيموسات رديئة، وعند ذلك يعرض منها الذي ذكر أبقراط أنه يعرض للناقه، وهو أن لا يقدر أن ينال من الطعام.
(١١)
[aphorism]
قال أبقراط: إن يملأ (488) البدن من الشراب أسهل (489) من أن يملأ (490) A من الطعام.
مخ ۲۹