شرح دعاء السحر
شرح دعاء السحر
ژانرونه
ذو الجلال والإكرام}(الرحمن:27). وقال سيد الأنبياء وسند الأصفياء صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين والطاهرين: "فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه. فالخير لكونه منه لابد من حمده تعالى عليه والشر لكنه من جهة النفس وحيثية الخلقى فلا لوم إلا لها. وقال تعالى حكاية عن خليله عليه السلام: {فإذا مرضت فهو يشفين}(الشعراء:80) كيف انتسب المرض إلى نفسه ونقصان استعداده والشفاء إلى ربه، فالفيض والخير والشرافة منه والشر والنقصان والخسة منا. {ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك}(النساء:79). وإن كان الكل من عند الله بوجه. وكتب القوم لا سيما كتب الفيلسوف الفارسي صدر الحكماء والمتألهين مشحونة تلويحا وتصريحا وبرهانا على هذه المسألة ويبتني عليها كثير من المسائل الإلهية والأصول الإعتقادية والأسرار القدرية مما لا مجال لذكرها ولا رخصة لكشف سرها.
ولنختم الكلام بذكر كلام من هذا الأستاد المتأله قال في كتابه الكبير: والحاصل إن النقايض والذمائم في وجودات الممكنات ترجع إلى خصوصيات المحال والقوابل لا إلى الوجود بما هو وجود، وبذلك يندفع شبهة الثنوية ويرتفع توهم التناقض بين آيتين كريمتين من كتاب الله العزيز، أحدهما قوله تعالى: {وما أصابك من سيئة فمن نفسك}(النساء:79)،والأخرى قوله تعالى:{ قل كل من عند الله}(النساء:78). وما أحسن ما وقع متصلا بهذه الآية إيماءا بلطافة هذه المسألة من قوله: {فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا}(النساء:78). انتهى ما أردنا من كلامه. ومن اشتهى أن يتضح له الحال فعليه بكتبه لاسيما كتابه الكبير.
مخ ۱۵۳