شرح ديوان المتنبي
شرح ديوان المتنبي
ژانرونه
هذا، وكان سيف الدولة مغرما بشعر أبي الطيب، يود أن يسمع كل يوم قصيدة له في مدحه، وكان الشاعر ينظم أربع قصائد في كل سنة أو خمسا غير القطع، فكان الأمير يغضب عليه. فنحن نرى في الديوان قصيدة قيلت في جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، وأخرى قيلت يوم الأضحى من تلك السنة، وبين التاريخين زهاء خمسة أشهر، نظم الشاعر فيها سبع قطع وقصائد قصيرة يعتذر في اثنتين عن تأخير مدحه.
وجاء في الصبح المنبي: أن أبا فراس قال للأمير: «إن هذا المتشدق كثير الإدلال عليك، وأنت تعطيه كل سنة ثلاثة آلاف دينار على ثلاث قصائد، ويمكن أن تغدق مائتي دينار على عشرين شاعرا يأتون بما هو خير من شعره.»
وفي شرح ابن جني: «وكان سيف الدولة إذا تأخر عن مدحه شق عليه، وأكثر أذاه، وأحضر من لا خير فيه، وتقدم إليه بالتعرض له في مجلسه بما لا يحب، فلا يجيب أبو الطيب أحدا عن شيء، فيزيد ذلك في غيظ سيف الدولة ... إلخ.»
وقويت النفرة بين الرجلين ، فأنشد الشاعر قصيدته المشهورة:
وا حر قلباه ممن قلبه شبم
ومن بجسمي وحالي عنده ألم
وقد اضطرب المجلس عند إنشاد هذه القصيدة، وثارت حاشية الأمير مطالبة بدمه، فرخص الأمير في ذلك، حتى كاد الشاعر يهلك. يقول الشاعر في السامري - وهو أحد كتاب الأمير، وكان قد طالب بدمه:
أسامري ضحكة كل راء
فطنت وكنت أغبى الأغبياء
إلى آخر الأبيات.
ناپیژندل شوی مخ