280

شرح ديوان المتنبي

شرح ديوان المتنبي

پوهندوی

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

خپرندوی

دار المعرفة

د خپرونکي ځای

بيروت

- الْغَرِيب اللمة الشّعْر الذى يلم بالمنكب وَالْجمع لمَم ولمام وَيُسمى الشّعْر الْقَلِيل فى الرَّأْس وفرة فَإِذا كثر عَن ذَلِك قيل جمة فَإِذا ألم بالمنكب قيل لمة وَالْفرق حَيْثُ يفرق الشّعْر والدمسق الْحَرِير الْأَبْيَض وَمِنْه قَول امْرِئ الْقَيْس
(فظَلّ العَذاَرَى يرتمين بلَحْمها ... وشحم كهُدّاب الدّمَقْس المُفَتَّل)
وَيُقَال فِيهِ مدقس ودمقاس أنْشد الأصمعى
(سَمِين أعْشار الأدِيم كاسِى ... مِنْ ثَلَّةٍ كَهُدُبِ الدِّمْقاس)
وأسودها مسودها الْمَعْنى يُرِيد لعظم مَا أَصَابَهُ من الْفِرَاق شَاب رَأسه حَتَّى صَار مسود لمته أَبيض وَذَلِكَ من هجر الحبيب وَبعده عَنهُ يصف مَا صَار إِلَيْهِ بعده ٧ - الْغَرِيب الخرعوبة والخرعبة أَيْضا الْمَرْأَة الشَّابَّة اللينة الطَّوِيلَة الطرية وَمِنْه قَول امْرِئ الْقَيْس
(بَرَهْرَهَة رُأْدَة رَخْصةٌ ... كخُرْعُوبة البانَة المُنفطِر)
وَقَالَ الجوهرى الخرعوبة والخرعبة الدقيقة الْعِظَام الناعمة والغصن الخرعوب المتثنى الْمَعْنى يَقُول بانوا بِامْرَأَة ناعمة لَهَا كفل وَهُوَ الردف يكَاد إِذا قَامَت يقعدها لِكَثْرَة مَا عَلَيْهِ من اللَّحْم وَالْمَرْأَة تُوصَف بثقل العجيزة وَقَوله يكَاد يُرِيد قرب من ذَلِك وَكَاد فعل وضع لمقاربة الْفِعْل وإثباته نفى فى الْمَعْنى فَأَرَادَ قرب من ذَلِك وَلم يفعل وَهَذَا مَنْقُول من قَول أَبى دلامة
(وقَدْ حاوَلَتْ نَحْوِى القيامَ لحاجَةٍ ... فأثْقَلها عَن ذَلِك الكفل النهد وَمثله لآبي الْعَتَاهِيَة
(بَدَت بَين حور قصار الخطا ... تُجَاهِد بالمشى أكفالها)
وَأَصله لعمر بن أبي ربيعَة المَخْزُومِي
(تنوء بأخراها فتأبى قِيَامهَا ... وتمشي الهوينى عَن قريب فتبهر)
٨ - الْغَرِيب الربحلة اللحمية الطَّوِيلَة الْعَظِيمَة وَرجل ربحل وَكَذَلِكَ السبحلة وَرجل سبحل قَالَت امْرَأَة تصف بِنْتا لَهَا
(رِبْحلة سِبَحْله ... تَنْمِى نماءَ النَّخْله)
والمقبل مَوضِع التَّقْبِيل وَهُوَ الشّفة ويوصف بالسمرة قَالَ ذُو الرمة
(لَمْياءُ فى شفَتَيْها حُوَّةٌ لعَسٌ ...)
والمجرد مَا تعرى من الثَّوْب وَهُوَ الْأَطْرَاف وَالْمعْنَى وَقَالَ
(أَبيض الْمُجَرّد ...)
وَهُوَ الذى يُصِيبهُ الرّيح وَالشَّمْس وَهُوَ الظَّاهِر لمن يرَاهُ قَالَ فعلى هَذَا أَن سَائِر جَسدهَا الذى لم يره الناظرون أَشد بَيَاضًا من الْمُجَرّد فقد وصفهَا بسمرة الشّفة وَبَيَاض اللَّوْن يَقُول سَارُوا بِهَذِهِ الْمَرْأَة الَّتِى هَذِه صفتهَا
٧ - الْغَرِيب الفئة الْجَمَاعَة من النَّاس وَيُرِيد بهم العشاق الْمَعْنى يَقُول لمن يعذله فى الْمحبَّة دع عَنى عذلك كَيفَ تعذل من أضلّهُ الله فى الْهوى حَتَّى استولى عَلَيْهِ وثلب عقله كَيفَ تفعل هَذَا أَتُرِيدُ رشاده وَقد أضلّهُ الله لَا تقدر على هَذَا قَالَ الواحدى إِنَّهُم لَا يصغون إِلَى عذلك لما بهم من ضلال الْعِشْق ثمَّ ذكر قلَّة نفع لومه
٨ - الْغَرِيب يُقَال حاك وأحاك إِذا أثر الْمَعْنى يَقُول ليسى يُؤثر لومك فِي همم أقرب الهمم مِنْك أبعدها عَنْك فى الْحَقِيقَة وَقَالَ الواحدى أقربها فى تقديرك أبعدها عَنْك فى الْحَقِيقَة أى الذى تظنه ينجع فِيهِ لومك هُوَ الْأَبْعَد مِمَّا تظن
١١ - الْإِعْرَاب الْمَقْصُود بالذم مَحْذُوف وَهُوَ نكرَة مَوْصُوفَة بسهرت والعائد إِلَيْهِ من صفته مَحْذُوف أَيْضا وَالتَّقْدِير لَيَال سهرت فِيهَا وَمثله فى الْكتاب الْعَزِيز ﴿وَمن آيَاته يريكم﴾ تَقْدِيره آيَة تَقْدِيره آيَة يريكم بهَا الْبَرْق خوفًا وَقد جَاءَ فى الشّعْر حذف النكرَة المجرورة الموصوفة بِالْجُمْلَةِ فى قَول الراجز
(مالكَ عندى غيرُ سَهْمٍ وحَجَرْ ... وغيرُ كَبْدَاءَ شديدةِ الوَتَرْ)
(ترمى بكَفَّىْ كَانَ من أرمَى البَشَرْ ...)

1 / 297