228

شرح ديوان المتنبي

شرح ديوان المتنبي

پوهندوی

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

خپرندوی

دار المعرفة

د خپرونکي ځای

بيروت

- الْإِعْرَاب رب حرف جر خفض قَوْله ومطالب بتقديره هَذَا عِنْد الْبَصرِيين وَعِنْدنَا أَن رب اسْم وَقد حملناها على كم لِأَن كم للعدد والتكثير وَرب للعدد والتقليل فَكَمَا أَن كم اسْم فَهَذِهِ اسْم وَلَيْسَت بِحرف جر لِأَنَّهَا خَالَفت حُرُوف الْجَرّ فى أَرْبَعَة أَشْيَاء الأول أَنَّهَا لَا تقع إِلَّا فى صدر الْكَلَام وحروف الْجَرّ تقع متوسطة لِأَنَّهَا دخلت رابطة بَين الْأَسْمَاء وَالْأَفْعَال والثانى وَالثَّالِث أَنَّهَا لَا تعْمل إِلَّا فى نكرَة مَوْصُوفَة وحروف الْجَرّ تعْمل فى معرفَة ونكرة مَوْصُوفَة وَغير مَوْصُوفَة وَالرَّابِع أَنه لَا يجوز عندنَا وَلَا عِنْدهم إِظْهَار الْفِعْل الذى تتَعَلَّق بِهِ وَهَذَا على خلاف الْحُرُوف وَيدل على أَنَّهَا لَيست بِحرف أَنَّهَا يدخلهَا الْحَذف قَالَ الله تَعَالَى ﴿رُبمَا يود الَّذين كفرُوا﴾ فَقَرَأَ عَاصِم وَنَافِع رُبمَا بِالتَّخْفِيفِ وَقد حذف مِنْهَا حرف فى قرَاءَتهَا وَاحْتج البصريون بِأَنَّهَا لَا يحسن فِيهَا عَلَامَات الْأَسْمَاء وَلَا الْأَفْعَال وَإِنَّمَا جَاءَت لِمَعْنى فى غَيرهَا كالحروف الْغَرِيب الْجنان النَّفس وَالْقلب وَيُقَال مَا على جنان إِلَّا مَا ترى أى مَا على ثوب يوارينى وجنان اللَّيْل ادلهمامه قَالَ ١ خفاف بن ندبة
(ولَوْلاء جَنان اللَّيْل أدْرَك رَكْضُنا ... بذى الرَّمثِ والأرْطَى عِيَاض بَن ناشِبِ)
الْمَعْنى أَنه يصف نَفسه بالشجاعة وَأَنه لَا يفزع من شئ يَقُول قلبى وَقد أتيتها كَهُوَ وَإِن لم آتِهَا لقُوته وشدته وشجاعته
١١ - الْغَرِيب المقانب الْوَاحِد مقنب وَهُوَ الْجَمَاعَة من الْخَيل مَا بَين الثَّلَاثِينَ إِلَى الْأَرْبَعين الْمَعْنى يَقُول الْجَيْش الْعَظِيم تركته قوتا للوحش بعد مَا كَانَت الوحوش قوتا لَهُ يصيدها ويذبحها ويأكلها وَجمع الْوَحْش على عَادَة الْعَرَب فى أكلهم ماب ودرج
١٢ - الْإِعْرَاب الضَّمِير فى أقبلتها للمقانب وأقبلته الشئ إِذا وجهته إِلَيْهِ الْمَعْنى أَقبلت المقانب غرر الْخَيل الْجِيَاد جَعلتهَا قبالتها قَالَ الواحدى عَنى بالأيدى النعم وَجَرت الْعَادة فى جمع يَد النِّعْمَة بالأيادى وفى الْعُضْو الأيدى وَاسْتعْمل أَبُو الطّيب هَذِه مَكَان هَذِه فى موضِعين أَحدهمَا فى هَذَا الْبَيْت والثانى فى قَوْله ﴿فتل الأيادى﴾ وبياضا النِّعْمَة // مجَاز // والشاعر يُورد موارد الْحَقِيقَة وَهَذَا المخلص من جيد المخالص وأحسنها

1 / 228