211

شرح ديوان المتنبي

شرح ديوان المتنبي

پوهندوی

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

خپرندوی

دار المعرفة

د خپرونکي ځای

بيروت

- الْغَرِيب أجفل الْقَوْم أَسْرعُوا والجافل المنزعج وَجَاءُوا بأجفلهم وأزفلتهم أى بجماعتهم الْمَعْنى يَقُول لَو فطن أعداؤه أَن الْأَيَّام تتجنب من قرب دَاره لأسرعوا من شدَّة خوفهم إِلَى قربه ليحصلوا فى ذمَّته ويشتملوا بعزته وسعادته ويحصلوا فى حَضرته طلبا للسلامة من الْأَيَّام
٨ - الْمَعْنى يَقُول لابد للْإنْسَان من اضطجاع فى الْقَبْر يبْقى بِتِلْكَ الضجعة إِلَى يَوْم الْبَعْث لَا يقلبه ذَلِك الِاضْطِجَاع
٩ - الْإِعْرَاب الضَّمِير فى بهَا رَاجع إِلَى الضجعة وَمَا أذاق عطف على الضَّمِير فى بهَا وَيجوز أَن يكون عطفا على مَا كَانَ فَيكون فى مَوضِع نصب الْمَعْنى يَقُول إِذا نزل فى الْقَبْر نسى الْإِعْجَاب وَمَا ذاق من كرب الْمَوْت لِأَن الْمَيِّت إِذا نزل فى قَبره نسى مَا كَانَ لقى من شدَّة وَغَيرهَا
١٠ - الْمَعْنى نَحن بَنو الْمَوْتَى أى كل من ولد من الْآبَاء مضى وَمثل هَذَا قَول الآخر
(فإنْ لم تَجِدْ مِنْ دونِ عَدنان وَالِدًا ... وَدون معَدّ فلتزعك العواذِل)
وَالْمعْنَى نَحن بَنو الْأَمْوَات وَالْمَوْت كأس مدارة علينا ولابد لنا من شربهَا فَمَا بالنا نكْرههَا فَكَمَا مَاتَ آبَاؤُنَا فَنحْن على إثرهم وروى أَن عمر بن عبد الْعَزِيز كتب إِلَى بعض أَصْحَابه يعزيه فى أَبِيه أما بعد فَإنَّا أَنا من أهل الْآخِرَة سكنا فى الدُّنْيَا أَمْوَاتًا آبَاء أموات أَبنَاء أموات فالعجب لمَيت يكْتب إِلَى ميت يعزيه عَن ميت وَقَالَ متمم بن نُوَيْرَة
(فَعَدَدْتُ آبائى إِلَى عِرْقِ الثَّرَى ... فَدَعَوْتهُم فعَلِمتُ أنْ لم يسْمَعوا)
(وَلَقَدْ عَلِمْتُ وَلا مَحَالَة أنَّنِى ... للْحادِثاتِ فهَلْ تُرانِى أجْزَعُ)
وَقَالَ أَبُو نواس
(أَلا يَا ابْنَ الَّذِينَ فَنُوا وَبادُوا ... أما وَاللهِ مَا بادُوا لتَبْقَى)

1 / 211