194

شرح ديوان المتنبي

شرح ديوان المتنبي

پوهندوی

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

خپرندوی

دار المعرفة

د خپرونکي ځای

بيروت

- الْإِعْرَاب روى أَبُو الْفَتْح وبحر خفضا عطفه على جليس أى خير جليس وَخير بَحر وَمن رَفعه عطفه على كتاب أى خير جليس الْكتاب وَهَذَا الممنوح وَقيل بل هُوَ خبر مقدم على الْمُبْتَدَأ تَقْدِيره أَبُو الْمسك الخضم بَحر الْغَرِيب الخضم الْكثير المَاء والزخر تراكب المَاء وعباب الْبَحْر شدته وقوته وَقيل تراكم أمواجه وَقيل لجته ومعظمه الْمَعْنى يُرِيد وَخير جليس أَو خير من يقْصد إِلَيْهِ أَبُو الْمسك الْبَحْر الذى أوفى على كل بَحر جودا لِأَنَّهُ بَحر خضم كثير الْعَطاء كَقَوْل بشار (دَعانى إِلَى عُمَرٍ جُودُه ... وقَوْلُ العَشِيرَةِ بَحْرٌ خِضَمّ) ٢٠ - الْمَعْنى يَقُول هُوَ أجل من كل من يثنى عَلَيْهِ فَإِذا بولغ فى حسن الثَّنَاء عَلَيْهِ اسْتحق قدره فَوق ذَلِك فَيصير ذَلِك الثَّنَاء الْحسن كَأَنَّهُ عيب لقصوره عَن اسْتِحْقَاقه فى قدره ورتبته فَهَذَا كَقَوْل البحترى (جَلّ عَن مَذْهب المَديح فقد كَا ... د يكون المَدِيحُ فِيهِ هِجاءَ) وَقَالَ أَبُو الْفَتْح هَذَا من الْمَدْح الذى كَاد أَن يَنْقَلِب لإفراطه هجوا وَهَذَا ضد قَول أَبى نواس (وكلُّهم أثْنوا وَلم يعلمُوا ... علَيكَ عندى بالَّذى عابُوا) وَالْبَيْت من أحسن الْمَدْح وَهُوَ نقل بَيت أبي عبَادَة البحتري ٢١ - الْغَرِيب عنوا خضعوا وذلوا وَمِنْه قَوْله تَعَالَى ﴿وعنت الْوُجُوه للحي القيوم﴾ الْمَعْنى شبهه بِالسُّيُوفِ وأعداءه بالرقاب وَأَرَادَ أَنهم لم يَجدوا طَرِيقا إِلَى غلبته فخضعوا لَهُ وانقادوا كَمَا غالبت الرّقاب السيوف ٢٢ - الْإِعْرَاب إِلَّا الْحَدِيد اسْتثِْنَاء مقدم كَقَوْل الْكُمَيْت (وَمالىَ إِلَّا آلَ أحمدَ شيعةٌ ... ومالىَ إِلَّا مذهبَ الحقّ مذهَبُ) وَقَالَ ابْن فورجة لَيْسَ هَذَا على مَا توهمه العروضى وَلَيْسَ المصون الْحَدِيد وَإِنَّمَا انتصب على أَنه مفعول يصن على تَقْدِير مَحْذُوف وَهُوَ إِذا لم يصن الْأَبدَان ثِيَاب إِلَّا الْحَدِيد فَلَمَّا قدم الْمُسْتَثْنى نَصبه الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح إِذا لبست الْأَبْطَال الثباب فَوق الْحَدِيد خشيَة واستظهارا فَذَلِك الْوَقْت أَشد مَا يكون تبذلا لِلطَّعْنِ فَجعل الثِّيَاب تصون الْحَدِيد فَرد عَلَيْهِ العروضى وَقَالَ أَظن أَبَا الْفَتْح يَقُول قبل أَن يتدبر وَإِنَّمَا المتنبى جعل الصون للحديد لَا للثياب يُرِيد إِذا لم يصن الْأَبدَان ثِيَاب إِلَّا الْحَدِيد يعْنى الدروع وَإِنَّمَا يُرِيد النفى لِأَنَّهُ الْمُسْتَثْنى مِنْهُ وَأَشد بَين الْكُمَيْت الذى أنشدناه وَمعنى الْبَيْت أَكثر مَا يلقى هَذَا الممدوح فى الْحَرْب باذلا نَفسه لم يحصنها بدرع كَمَا تفعل الْأَبْطَال وَذَلِكَ لشجاعته وإقدامه فَهُوَ لَا يتوقى الْحَرْب بالدرع كَقَوْل الْأَعْشَى (وَإِذا تكونُ كَتِيبة ملْمومة ... شَهْباء يخْشَى الرّائدون نِهالها) (كنتَ المقدَّم غيرَ لابس جُنَّة ... بالسَّيْف تضرب مُعْلِما أبطالها)

1 / 194