193

شرح ديوان المتنبي

شرح ديوان المتنبي

پوهندوی

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

خپرندوی

دار المعرفة

د خپرونکي ځای

بيروت

- الْغَرِيب اللعاب الملاعبة يُقَال لعب يلْعَب ملاعبة وَلَعِبًا ولعابا وَرجل تلعابة كثير اللّعب بِكَسْر التَّاء والتلعاب بِالْفَتْح الْمصدر الْمَعْنى يُرِيد أَنه قد قصر نَفسه على الْجد فى طعان الْأَعْدَاء فَيَقُول (تركنَا مَا تشتهيه النُّفُوس من الملاهى ... ولهونا بالطعن بِالرِّمَاحِ عَن كل لَذَّة) ١٧ - الْغَرِيب نصرفه يُرِيد القنا أى ننقله من حَال إِلَى حَال والحواذر الَّتِى تحذر الطعْن وَقيل لَا تحذر هَذِه الطعْن لِأَنَّهَا معودة هَذِه رِوَايَة ابْن جنى وَهَذَا قَوْله قَالَ الواحدى وروى على بن حَمْزَة خوادر بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة كَأَنَّهَا أَصَابَهَا الخدر لما يلْحقهَا من التَّعَب والجراحات قَالَ // وَرِوَايَة ابْن جنى ضَعِيفَة // لِأَنَّهُ قَالَ فى آخر الْبَيْت قد انقصفت وَكَيف يصفها بالحذر وَقد وصفهَا بانكسار الرماح فِيهَا وروى الواحدى حوادر وَقَالَ خيل غِلَاظ سمان والكعاب والكعوب هى النواشز فى أَطْرَاف الأنابيب الْمَعْنى يُرِيد إننا ننقل القنا من حَال إِلَى حَال فَوق خيوط غِلَاظ سمان على رِوَايَة من روى بِالدَّال الْمُهْملَة أَو على خُيُول حواذر من الطعْن لِأَنَّهَا قد تعودت الطعْن وَقد تَكَسَّرَتْ الرماح فِيهَا وَمن روى بِالْخَاءِ يُرِيد قد تعبت من كَثْرَة الطعْن وَيجوز على رِوَايَة ابْن جنى أَن يكون حواذر تميل عَن الطعْن وتحذره بِكَثْرَة مَا قد طوعن عَلَيْهَا فقد عرفت كَيفَ تحيد عَن الطعْن وَقَوله قد انقصفت فِيهِنَّ من الطعْن كعاب يجوز أَن يكون فى أول مَا طوعن عَلَيْهَا وهى فى غرَّة من الطعْن فَلَمَّا كثر الطعان عَلَيْهَا وألفته صَارَت تحذره وتبطله بميلها عَنهُ وَيجوز أَن يكون تحذر الطعْن وتحيد عَنهُ وَمن كَثْرَة الفرسان الَّذين يقاتلونها يُصِيبهَا من الطعْن قَلِيل وتسلم لحذرها من طعن كثير ١٨ - الْغَرِيب الدنئ جمع دنيا والسابح من الْخَيل الشَّديد الجرى فَكَأَنَّهُ يسبح فى جريه الْمَعْنى أَنه جعل السرج أعز مَكَان لِأَنَّهُ يبلغ عَلَيْهِ مَا يُرِيد من لِقَاء الْمُلُوك وَمن محاربة الْأَعْدَاء ويهرب عَلَيْهِ من الضيم وَاحْتِمَال الْأَذَى فِيهِ فَيدْفَع عَن نَفسه الشَّرّ وَعَلِيهِ يصل إِلَى الْخَيْر وَأما الْكتاب فانه يقص عَلَيْهِ أنباء الماضين وَلَا يحْتَاج لَهُ إِلَى تكلّف وَلَا يحْتَاج أَن يتحفظ مِنْهُ سرا وَغَيره وَهَذَا كَقَوْل أَبى الْحسن بن عبد الْعَزِيز (مَا تَطَعَّمْتُ لَذَّةَ العَيْشِ حَتَّى ... صِرْتُ فى وَحدتى لكُتْبى جَلِيسا)

1 / 193