- الْغَرِيب قفيته تلوته وَمِنْه ﴿وقفينا على آثَارهم﴾ الْمَعْنى يَقُول إِذا طردت بِهِ وحشا لحقته فصرعته وَإِذا نزلت عَنهُ بعد الصَّيْد والطرد كَانَ مثله حِين أركبه يُرِيد لم يلْحقهُ تَعب وَلم يكل لعزة نَفسه وَلم ينقص من عدوه شئ كَقَوْل ابْن المعتز
(تَخالُ آخِرَهُ فى الشَّدّ أوّله ... وَفِيه عَدْوٌ وَرَاء السَّبْق مَذْخُورُ ...)
١٢ - الْمَعْنى يَقُول الْخَيل قَليلَة كقلة الصّديق وَإِن كَانَت كَثِيرَة فى الْعدَد وَكَذَلِكَ الصّديق كثير عَددهمْ وَلَكنهُمْ عِنْد التَّحْصِيل وَالتَّحْقِيق قَلِيلُونَ لِأَن الصّديق الذى يعْتَمد عَلَيْهِ فى الشدائد قَلِيل وَكَذَلِكَ الْخَيل الَّتِى تلْحق فرسانها بالطلبات قَليلَة وَمن لم يجرب الْخَيل ويعرفها يَرَاهَا فى الدُّنْيَا كَثِيرَة وَكَذَلِكَ من لم يجرب الأصدقاء ويختبرهم عِنْد شدته يراهم كثيرين وَالْمعْنَى أَن الْخَيل الْأَصْلِيَّة المجربة قَليلَة وَالصديق الذى يصلح لصديقه فى شدته قَلِيل وَلِهَذَا قيل لَا يعرف الْأَخ إِلَّا عِنْد الْحَاجة
١٣ - الْغَرِيب الشيات جمع شية وهى اللَّوْن الْمَعْنى يَقُول إِذا لم تَرَ من حسن الْخَيل غير حسن الألوان والأعضاء فَلم تَرَ حسنها إِنَّمَا حسنها فى الْعَدو والجرى
١٤ - الْإِعْرَاب منَاخًا نصب على التَّمْيِيز قَالَ ابْن جنى وَيجوز على الْحَال الْغَرِيب لحا الله دُعَاء عَلَيْهَا وَأَصله من لحوت الْعود إِذا قشرته ولحوت الْعَصَا ألحوها لحوا قشرتها وَكَذَلِكَ لحيت الْعَصَا ألحى لحيا قَالَ الشَّاعِر
(لحيتهمُ لحىَ العَصا فطرَدُتهم ... إِلَى سَنَة قردانها لم تُحلَّم ...)
وَقَوْلهمْ لحاه الله قبحه ولعنه وفى الْمثل من لاحاك فقد عاداك الْمَعْنى أَنه يذم الدُّنْيَا يَقُول هى بئس الْمنزل هى تعذب أَصْحَاب الهمم الْعَالِيَة