شرح ديوان المتنبي
شرح ديوان المتنبي
پوهندوی
مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي
خپرندوی
دار المعرفة
د خپرونکي ځای
بيروت
- الْغَرِيب تنائى تفَاعل من النأى وَهُوَ الْبعد أنأيت الرجل ونأيته أبعدته الْمَعْنى يَقُول هَذِه الْأَيَّام مولعة بادناء من أبْغض وإبعاد من أحب فَمَا تغلط مرّة بتقريب الحبيب وإبعاد البغيض فَلَو غَلطت مرّة وَفعلت هَذَا وَجعله غَلطا من الدَّهْر لِأَنَّهُ خلاف مَا يَفْعَله الدَّهْر كَمَا قيل فى بخيل
(يَا عَجبا مِن خالدٍ كيفَ لَا ... يَغْلَطُ فِينَا مَرَّةً بالصَّوَابِ ...)
وأصل هَذَا الْمَعْنى الذى ذكره أَبُو الطّيب للمضرس
(لعمْرُكَ إنى بالخليلِ الذى لهُ ... علىّ دَلالٌ واجبٌ لَمُفَجَّعُ ...)
(وإنَى بالمَوْلى الذى لَيْسَ نافِعى ... وَلَا ضائِرى فِقدانُه لممتَّع ...)
وَمثله للطرماح
(يفرّق منَّا مَنْ نحِبُّ اجتماعَهُ ... ويجمعُ مِنَّا بَين أهْلِ الضَّغائنِ ...)
وَقَالَ آخر
(عَجِبْتُ لتَطْويح النَّوَى مَنْ تُحبُّه ... وإدْناءَ مَنْ لَا يُسْتَلَذُّ لَهُ قُرْبُ ...)
وكقول لطف الله ابْن الْمعَافى
(وَمَنْ أهْوَاهُ يُبْغِضُنِى عِنادًا ... ومَنْ أشْناه شْصٌّ فى لَهَاتِى ...)
٣ - الْإِعْرَاب الحدالى ابْتِدَاء وشرقي فى مَوضِع نصب على الظّرْف وحذفت الْإِضَافَة مِنْهُ لالتقاء الساكنين وَيجوز أَن يكون الحدا لى خَبرا وشرقى مُبْتَدأ لِأَنَّهُ يجوز أَن يكون ظرفا وَغير ظرف قَالَ جرير
(هبَّتْ جنوبا فذِكَرى مَا ذكرتكم ... عنْدَ الصَّفاة الَّتِى شرقّى حَورانا ...)
وَوجه النصب وَالرَّفْع جَائِز على تَقْدِير الَّتِى هى شرقى الْغَرِيب الحدالى بِفَتْح الْحَاء وَضمّهَا مَوضِع بِالشَّام وَقيل جبل وَغرب جبل هُنَاكَ مَعْرُوف قَالَ الشَّاعِر
(أَلا يَا طُولَ لَيْلى بالحَدَالَى ... فأعْتاد الأشَقّ إِلَى رعالى ...)
(أبِيتُ اللَّيْلَ مُكْتَئِبا حَزِينا ... وتَسْألُنِى العَوَائد كيفَ حالى ...)
وَقَوله تئية التئية التلبث والتمكث قَالَ الشَّاعِر
(قِفْ بالديّارِ وُقُوفَ زَائِرْ ... وَتأىّ إنَّك غيرُ صاغِرْ ...)
الْمَعْنى يَقُول مَا أسْرع سيرى وأقتل تلبثى عَشِيَّة كَانَ هَذَا ن الموضعان على جَانب الشرقى
1 / 177