شرح ديوان المتنبي
شرح ديوان المتنبي
پوهندوی
مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي
خپرندوی
دار المعرفة
د خپرونکي ځای
بيروت
- الْغَرِيب صم الأنابيب الرماح الْمَعْنى يَقُول لما غدر بى الزَّمَان وفت بى الْخَيل فأوصلتنى إِلَى مَا أُرِيد الْمَعْنى أَنه يشْكر الْخَيل والقنا على إيصاله إِلَى مصر
٣٨ - الْغَرِيب الجرد الْخَيل الْمُضْمرَات الَّتِى لَيْسَ عَلَيْهَا شعر والسراحيب جمع سرحوب وهى الْفرس الطَّوِيلَة وتوصف بِهِ الْإِنَاث دون الذُّكُور الْمَعْنى قَالَ بَان جنى ضجت المفاوز وهى المهالك من سرعَة خيلى وقوتها وَقَالَ الواحدى الْمَعْنى أَن خلينا قطعت المفاوز حَتَّى لَو كَانَ لَهَا قَائِل لقَالَ مَاذَا لَقينَا من هَذِه الْخَيل فى تذليلها لنا وقطعها الْبعد فى سرعَة وَقَالَ ابْن فورجة إِذا أطلقت المهالك لم يفهم مِنْهَا المفاوز وَإِنَّمَا تفهم الْأُمُور الْمهْلكَة يعْنى إِن هَذِه الْخَيل لم يعلق بهَا شئ من الْهَلَاك حَتَّى تعجبت المهالك من نجاتها بسلامتها مِنْهَا هَذَا كَلَامه وَآخر الْبَيْت يدل على مَا قَالَ ابْن جنى قَالَ الواحدى وَيجوز أَن يكون الضَّمِير فى الْقَائِل عَائِدًا على السوابق أى قَالَ قَائِل سوابق يعْنى الَّتِى يمدحها وَيَقُول إِنَّهَا تجتنى ماذ لَقينَا وَهَذَا اسْتِفْهَام تعجب
٣٩ - الْغَرِيب المنجرد الرجل الماضى فى الْأُمُور الجاد فِيهَا لَا يردهُ شئ الْمَعْنى يَقُول هَذِه الْخَيل تسرع بِرَجُل مَاض فى أُمُوره لَيْسَ مذْهبه وهمه إِلَّا فى جمع المعالى لَا يقنع بالملبوس والمأكول كَقَوْل الراجز
(وَلَيْسَ فَتى الفِتْيان مَنْ رَاح واغْتَدَى ... لشُرْبِ صَبوح أَو لشُرْب غَبُوقِ ...)
(ولكنْ فَتى الفِتْيان مَنْ رَاح واغتدى ... لضرّ عَدوّ أَو لِنَفْع صدِيقِ ...)
وكقول حَاتِم
(لَحَى الله صُعْلُوكا مُناهُ وَهمُّهُ ... مِنَ الدَّهْرِ أَن يَلْقَى لبوسا ومَطْعَما ...)
وَقَالَ خفاف بن إِيمَاء البرمجى
(وَلَو أنَّ مَا أسعَى لنَفْسىَ وَحْدَها ... لزادٍ يَسير أَو ثيابٍ على جِلْدِى ...)
(لَهانا عَلى نَفْسىِ وبَلَغ حاجَتِى ... مِن المالِ مالٌ دون بعضِ الذى عندى ...)
(ولكنَّما أسْعَى لمجدٍ مُؤَثَّلٍ ... كأنّ أَبى نالَ المَكارمَ من جدّى ...)
وَكلهمْ تبع امْرأ الْقَيْس فى قَوْله
(وَلَو أنَّ مَا أسْعَى لأَدْنى مَعِيشَةٍ ... كفاني وَلم أطلب قَلِيل من المَال)
وَقد يُدْرِكُ المجدَ المُؤَثَّل أمُثالى ...)
وَمعنى قَوْله لَيست مذاهبه أى أسفارها لهَذَا
1 / 174