شرح ديوان المتنبي
شرح ديوان المتنبي
پوهندوی
مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي
خپرندوی
دار المعرفة
د خپرونکي ځای
بيروت
- الْغَرِيب السلاهب جمع سلهب وَهُوَ الطَّوِيل من الْخَيل وَرُبمَا جَاءَ بالصَّاد وَوصف أعرابى فرسا فَقَالَ إِذا عدا اسلهب وَإِذا قيد اجلعب وَإِذا انتصب اتلأب فاسلهب امْتَدَّ واجعلب انبسط وَلم ينقبض واتلأب أَقَامَ صَدره وَرَأسه الْمَعْنى يُرِيد انهم لإقدامهم فى الْحَرْب لَا يفكرون فى ملاقاة الْأَعْدَاء فَكَأَن سلَاح الْأَعْدَاء عِنْدهم غُبَار خيولهم وَخص السلاهب لِأَنَّهَا أسْرع وغبارها أدق وألطف وَقَالَ الواحدى يجوز أَن يكون السلاهب خيل الممدوحين
٢٣ - الْإِعْرَاب دوامى حَال وأسكن الْيَاء ضَرُورَة وَإِن كَانَت مُضَافَة قَرَأَ إِبْرَاهِيم ابْن أَبى عبلة وحيوة انْقَلب على وَجهه خاسر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة الْغَرِيب القسى جمع قَوس والهوادى الْأَعْنَاق والنواصى جمع نَاصِيَة وَهُوَ مقدم شعر الرَّأْس وَمِنْه قَول عَائِشَة رضى الله عَنْهَا " مَا لكم تنصون ميتكم أى تمدون ناصيته " كَأَنَّهَا كرهت تَسْرِيح رَأس الْمَيِّت والناصاة الناصية فى لُغَة طَيئ قَالَ حُرَيْث ابْن عتاب الطائى
(لَقَدْ آذَنَتْ أهْلَ اليمامَةِ طَِيِّئ ... بِحَرْب كَناصَاة الحِصَان المُشَهَّرِ ...)
ونواصى النَّاس أَشْرَافهم قَالَت أم قيس الضبية
(وَمَشْهَدٍ قدْ كفيت الغائبين بِهِ ... فِى مَجْمَعٍ مِن نَوَاصِى النَّاسِ مَشْهود ...)
الْمَعْنى يُرِيد أَنهم رموا بنواصى خيلهم وهم الممدوحون القسى الَّتِى يرْمى بهَا يُرِيد أَنهم استقبلوا بِوُجُوه خيلهم الرُّمَاة من العدى قَالَ الْجَمَاعَة أبدع فى هَذَا لِأَن القسى هى الَّتِى يرْمى بهَا فَجَعلهَا يرْمى إِلَيْهَا وَأَرَادَ سالمات الجوانب أى الأعجاز والجنوب داميات الْأَعْنَاق لِأَنَّهَا لَا تنحرف وَلَا تعرف إِلَّا التصميم فى الْإِقْدَام فأعناقها دامية وأعطافها وأعجازها سَالِمَة وَمثله قَول الآخر
(شكَرَتْك خيلُكَ عِند طِيبِ مَقِيلها ... فى الحَرّ بينَ براقعٍ وجِلالِ ...)
(فجزَتْك صَبرًا فى الوَغَى حَتَّى انثنَتْ ... جَرْحَى الصُدُورِ سَوَالمَ الأكْفالِ ...)
1 / 153