140

شرح ديوان المتنبي

شرح ديوان المتنبي

پوهندوی

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

خپرندوی

دار المعرفة

د خپرونکي ځای

بيروت

- الْغَرِيب الدجى جمع دجية وهى قترة الصَّائِد الْمَعْنى يُرِيد سهادى لَا يغيب عَنى كَذَلِك اللَّيْل لَا يغيب عَنى لتَعلق السهاد بِهِ بطول ظلمَة اللَّيْل وَطول سهاده فَكَأَن السهاد يجذب الدجى فَلَيْسَ يغيب الدجى إِلَّا أَن يغيب السهاد ١٥ - الْمَعْنى يُرِيد كَمَا أَن ذنُوب الدَّهْر لَا تفنى كَذَلِك أجفانى لَا تفتر وَقَالَ الواحدى لِكَثْرَة تقليبى إِيَّاهَا كأنى أعد على الدَّهْر ذنُوبه كَمَا أَن ذنُوب الدَّهْر كَثِيرَة لَا تفنى كَذَلِك تقليبى لأجفانى كثير لَا يفنى فَلَا نوم هُنَاكَ ١٦ - الْغَرِيب المشيب والمشوب الْمُخْتَلط الْمَعْنى يَقُول إِن طَال ليلى فَلَيْسَ هُوَ بأطول من نَهَار أنظر فِيهِ إِلَى حسادى وأعدائى ١٧ - الْمَعْنى يَقُول إِذا شاركنى أعدائى فى الْحَيَاة وعاشوا كَمَا أعيش وَلم أقتلهم فَلَيْسَ الْمَوْت بأبغض إِلَى من تِلْكَ الْحَيَاة الَّتِى لم أخل عَن مُشَاركَة الْأَعْدَاء فِيهَا ١٨ - الْغَرِيب الْحدثَان هُوَ مَا يحدث من نَوَائِب الدَّهْر والنقيب هُوَ الذى يعرف الْقَوْم وَمِنْه نقيب الْأَشْرَاف وَهُوَ الذى يرأسهم وَيحكم فيهم الْمَعْنى يُرِيد أَن النوائب أَصَابَته كثيرا فَصَارَ عَارِفًا لَهَا حَتَّى لَو أَن لَهَا أنسابا لَكُنْت نسابها لمعرفتى بهَا ١٩ - الْمَعْنى يُرِيد أَنه لفقره وَقلة ذَات يَده لما عزت عَلَيْهِ الْإِبِل وفقدها لفقره أدته المحن والشدائد إِلَى الممدوح فَكَأَنَّهَا كَانَت مطايا لَهُ وَهَذَا بعد قَوْله (ومَا سُكْنى سوَى قتلُ الأعادِى ...) وَذكره الجيوش وَكَثْرَتهَا والأبطال وقود الْجِيَاد العراب ثمَّ رَجَعَ إِلَى الطّلب من الممدوح مدح نَفسه أَولا ثمَّ رَجَعَ إِلَى مدح الممدوح آخرا وَأما أحسن مَا ذكر بعض الْمُلُوك فى أَنه دخل عَلَيْهِ شَاعِر يمدحه وَكَانَ على شكل المتنبى فَلَمَّا افْتتح بالإنشاد وَالْملك يسمع وَإِذا المديح لنَفسِهِ فَلَمَّا مضى على أَكثر القصيدة رَجَعَ إِلَى مدح الْملك فَقَالَ لَهُ الْملك يَا هَذَا مَا قصرت أسمعنا مدحك

1 / 140