134

شرح ديوان المتنبي

شرح ديوان المتنبي

پوهندوی

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

خپرندوی

دار المعرفة

د خپرونکي ځای

بيروت

- جعله هَذِه الْأَشْيَاء لِكَثْرَة وجودهَا مِنْهُ كَقَوْل الْعَرَب الشّعْر زُهَيْر وَالْكَرم حَاتِم وكقول الخنساء (تَرْتَعُ مَا رَتَعَتْ حَتَّى إِذا ذكرَت ... فَإِنَّمَا هى هِىَ إقْبالٌ وَإدْبارُ ...) الْمَعْنى يصف وَحْشَة تطلب وَلَدهَا مقبلة ومدبرة فَجَعلهَا إقبالا وإدبارا لكثرتهما مِنْهَا ٣ - الْمَعْنى يُرِيد أَنه مَا يُحَرك بَصَره إِلَّا على إِحْسَان وإساءة تحمده الْأَيْدِي لِأَنَّهُ يملؤها بالعطاء وتذمه الرّقاب لِأَنَّهُ يوسعها ضربا والجهد والجهد لُغَتَانِ كالشهد والشهد وَفصل قوم بَينهمَا فَقَالُوا بِالْفَتْح الْمَشَقَّة وبالضم الطَّاقَة وَقد جَاءَ الْقُرْآن فى معنى الطَّاقَة بِالضَّمِّ فى قَوْله تَعَالَى ﴿وَالَّذين لَا يَجدونَ إِلَّا جهدهمْ﴾ ٤ - الْمَعْنى يُرِيد مَا يقتل أعاديه ليستريح مِنْهُم لِأَنَّهُ قد أَمنهم لقُصُور عزمهم عَنهُ وَلكنه قد عوذ الذئاب عَادَة من إطعامه إِيَّاهَا لُحُوم الْقَتْلَى فَيكْرَه أَن يخلفها مَا عودهَا وَهَذَا كَقَوْل مُسلم (قد عَوّد الطَّيرَ عاداتٍ وَثِقْن بِها ... فَهُنَّ يَتْبَعْنَهُ فِى كُلّ مُرْتَحلَ ...) ٥ - الْمَعْنى أَنه يخَاف من لَا يُرْجَى صفحه فَإِذا نظر إِلَى جوده وسعة نَفسه كَانَ بِمَنْزِلَة من لَا يهاب بل يُرْجَى فَهُوَ مهيب شَدِيد الهيبة وجواد فى غَايَة الْجواد ٦ - الْغَرِيب الشزر من الطعْن مَا أدبر عَن الصَّدْر وَقيل هُوَ على غير الاسْتوَاء الْمَعْنى يُرِيد أَنه حاذق بالطعن فى الأحداق إِذا أظلم الْمَكَان وَصَارَ الْغُبَار نقايا للشمس فَهُوَ عَارِف بمواقع الطعْن وَقد رده بقوله يضع السنان

1 / 134