شرح دیوان حماسه
شرح ديوان الحماسة
ایډیټر
غريد الشيخ
خپرندوی
دار الكتب العلمية
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
د خپرونکي ځای
بيروت - لبنان
الذل. وجعل النساء مرتملات بدم الحيض تفظيعًا للشأن، وتدنيسًا للماء. والأعقاب واحدها عقبٌ، وهو موخر الرجل. يقال: ولى على عقبيه، إذا انصرف راجعًا عن مطلوبه.
وقال عنترة بن الأخرس المعنى من طيئ
أطل حمل الشناءة لي وبغضي ... وعش ما شيت فانظر من تضير
يقال: شنئته شناءة وشنئًا وشنانًا ومشنأةً، إذا كان بغضًا مختلطًا بعداوةٍ وسوء خلقٍ، كما أن الشنف اسمٌ لشدة العداوة. يقول: أدم احتمال الضغائن والبغض لي، وعش مدة مشيئتك فتأمل من يضره ذلك. ويقال ضاره يضيره، وضره يضره بمعنىً واحد. وانتصب موضع ماشيت على أنه ظرفٌ. و" من " مفعول تضير، لأنه استفهام فلا يعمل فيه ما قبله. أي انظر تضير من.
فما بيديك خيرٌ أرتجيه ... وغير سدودك الخطب الكبير
بين وجه استهانته به، وقلة مبالاته ببغضائه وعداوته. فيقول: لا نفع عندك أعلق رجائي به، وغير إعراضك هو الخطب الكبير، فأما إعراضك فأهون به وأحقر بكونه. وأرتجيه، في موضع الصفة للنفع، أي نفعٌ مرتجىً.
ألم تر أن شعرك سار عني ... وشعري حول بيتك ما يسير
هذا تقريرٌ له في بيان فضله عليه، وسلامة عرضه من قرفه إياه. يقول: ألم تعلم أن شعرك الذي قلته في لم يعلق بي ذمه، لأنه كان كذبًا وزورًا، وشعري الذي قلته فيك يطوف حول دارك وبيتك ولا يفارقك، لأنه كان صدقًا. ويجوز أن يكون المعنى: ألم تر أن شعري الذي قلته فيك سار عني، لأن الرواة احتملوه استجادةً له واستلذاذًا، وشعرك الذي قلته في ملازمٌ لك لزهد الناس فيه لما كان سفسافًا. وساغ الوجهان جميعًا لأن المصدر يضاف إلى المفعول كما يضاف إلى الفاعل، فعلى ذلك
1 / 161