============================================================
بعده، فأخرجوه بها من العبودية.
وأما قوهم: (ونبيه المجتبى).
وصفوه بالاجتباء والأمانة ليعلم أن الله تعالى لا يظهر الإعجاز إلا على يدي الأمين الذي يخبر بالممكن والواجب، كثبوت الضانع ووحدانيته وقدمه ودوامه وثبوت حدث ما سواه، ولا يقيم المعجزة على يدي الكاذب الذي يخبر بما تكذبه العقول، كفعل مسيلمة الكذاب وسائر المتقولة على الله تعالى، لما في إقامة الآية على يدي الكذاب من التلبيس على الخلق بين النبي والمتنبي، وذلك يفضي إى السفه، والعجز عن التمييز بين المحق ليتبع، وبين المبطل ليجتنب.
أما بيان وجه السفه؛ فلأن إقامة الآية على يدي من يثبت الوحدانية والكمال، وعلى من ينفي الوحدانية ويبقي التثنية والنقص، سفة وجهل، لما في ذلك من ثبوت المناقضة في اجج وأما وجه العجز عن التفرقة بين المحق والمبطل؛ فلأنه لو أقام المعجزة للنبي على إثبات الرسالة، وجاز مثلها على يدي المتنبي، ولا يمكن الفصل بينهما إلا بالآية الخارقة، اذ جوهرهما على السواء، والخبر بأنه رسول لفظ يتأتى تكلمه من كل أحد؛ أفضى ذلك إلى العجز عن تمييز المحق من المبطل، إذ كلما قامت معجزة للنبي جاز ظهور مثلها للمتنبي، فينسد على الخلق طريق معرفة الصادق من الكاذب، والحق من الباطل، فيفضي إى العجز عن تمييز المحق من المبطل، فيتعالى الله الحكيم القدير عن العجز والسفه، فيمتنع قيام
مخ ۸۸