============================================================
ويحصره، وكم شيء لا يدرك إذالرير، فلا تمدح في مجرد نفي الرؤية، إذقد لا يدرك غيره اذالرير، وكان الممتدح في نفي الإدراك مع الرؤية.
ولأن الرؤية مشاهدة الموجود على ما هو به، كالعلم؛ فكما يعلم بلا كيفية ولا مائية(1)، فكذلك يرى بلا كيفية ولا مائية، ولأن الرؤية إثبات وتحقيق، فلا ينافي الكمال، بل يلائمه ويحققه، إذ الرؤية من صفات الموجود والله تعال موجود واجب الوجود لذاته، فكان جائز الرؤية عقلا، وقد تأيد بورود الشرع، فوجب الاعتقاد بأنه مريي(2)، وإنما تاخرت الرؤية الى الآخرة لإثبات محنة الإيمان عن غيب بالاستدلال بالآيات عن اختيار، إذ لا إيمان ينفع عند العيان، لأنه يقع اضطرارا، ولذلك لا ينفع إيمان الكفرة في الآخرة لوقوعه في دار العيان، وإنما الكلفة ببذل المجهود في الوصول إلى معرفة المعبود، والإيمان به عن غيب بالاستدلال بشهادة الآيات عن اختيار، فكان تأخير الرؤية إ الآخرة لإثبات المحنة بالأوامر والنواهي لعاقبة الجزاء في دار البقاء.
(1) مائية، منسوب إلن ما الاستفهامية، وهي حقيقة الشيء، قال في شرح الشافية: مائية الشيء مسوب ان ما المستفهم بها عن حقيقة الشيء، ومن قال: ماهية، فقد قلب الهمزة هاء لتقاربهما.
(2) قوله: (فوجب الاعتقاد بأنه مرئي)، أي تصح رؤيته في الدنيا والآخرة، وستقع للمؤمنين في الآخرة، والتعبير باسم المفعول لتأكد حكم الرؤية. وكذا يجب اعتقاد مضمون الأخبار الواردة، وعدم تحريفها عن مواضعها، لأن الخبر في هذا الباب هو المعتمد وعليه المعول، فتحريف ماله ره لمقاله.
مخ ۶۰