============================================================
114 ذلك ظهور آية رسالته، فإنه قاطع مسافة ما كانت القوافل تقطعها شهرين في ليلة واحدة.
وأما قوهم: (وغرج بشخصه في اليقظة إلى السماء، ثم إلى حيث شاء الله تعالى من العلى، وأكرمه الله بما شاء، وأوحى إليه ما أوحى)، فإنما أثبتوا المعراج بشخصه في اليقظة إك السماء لما تواترت الأخبار بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تفسير سورة النجم، ولتجويز العقل بشوت ذلك وكونه، فان قيام السماء في الهواء مع عظمها وسعتها وثقلها بلا علاقة من فوق ولا عمد من تحت بقدرة الله تعاك أمر مشاهذ موجث للعلم قطعا بأن ذلك بقدرة ذاتية وقوة أزلية لا تقدر بقوى الخلائق، وأنه لا يعجزه شيء، وكذلك قيام السحاب الثقال وعليه يجوز الماء، والسحاب شيء غليظ كثيف؛ وهو على متن الهوا؛ وهو شيء لطيف لا يحتمل أن يكون مقرا لشيء كثيف وعليه يجوز الماء؛ وهو شيء ثقيل من شأنه وطبعه النزول، وهذا أمؤ ظاهر مشاهد محسوس دليل على أن ذلك بقدرة ذاتية وقوة أزلية لا يعجزها شيء.
فعروج محقد صلى الله عليه وسلم بشخصه في اليقظة إى السموات العلى ممائثبته العقل، ويجوز إذا تأييده بالنقل المتواتر عمن لا يجوز عليه الكذب، وجب الإيمان بثبوته، والاعتقاد بحقيقته، وإنكاره إلحاد وضلال: (الحوض يوم القيامة حق وغوث) وأما قولهم: (والحوض الذي اكرمه الله تعالى به غيائا لأمته حق).
قال أبو حفص الغزنوي: وهذا أيضا بما يستجيزه العقل، إذ إغائة الله تعالى لكافة
مخ ۱۱۴